عند الحديث عن ابتزاز الفتيات فمن الملحوظ ازدياد الجرائم الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم وهذا ما يعود بدوره إلى الزيادة المطردة في أعداد المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي واتساع قاعدة المستخدمين بالتبعية.
وهذا فتح الباب على مصراعيه أمام عدد لا نهائي من المنافسات القانونية الشريفة والمشبوهة والتصارع في عالم افتراضي من أجل حصد منافع لا حصر لها.
والغاية تبرر الوسيلة وبذلك تعددت وتنوعت الطرق التي يمكن أن يسلكها الجناة بسهولة وسرعة من أجل تنفيذ جرائم إلكترونية منظمة من سرقة واحتيال وغش وابتزاز بهدف جمع المال أو إشباع الرغبات الجنسية أو الحصول على منافع ومكاسب عنوة.
لقد أدى أمر الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي وسهولة التواصل عن طريقها في أيّ وقت عبر تطبيقات الجوال وعدم توخي الحذر في التعامل مع هذه الوسائل إلى استخدام التكنولوجيا بطريقة غير مشروعة والقيام بالدخول غير المصرح به إلى الحسابات الالكترونية للضحايا.
وبالأخص استهداف حسابات الفتيات للحصول على محتويات تسهل عملية ابتزاز الفتيات من صور شخصية ومعلومات خاصة تسهل مهمة تهديدهن وابتزازهن في سبيل الحصول على المال وغيرها من الأهداف التي يسعى المُبتز لتحقيقها.
تعريف ابتزاز الفتيات
يوجد العديد من التعريفات لعملية ابتزاز الفتيات منها أن أي محاول ابتزاز بنات تُعد محاولة تستهدف الحصول على مكاسب مادية أو معنوية بواسطة الضحية عن طريق الإكراه.
وهي أيضًا ممارسة التهديد بكشف المعلومات عن أحد الأشخاص أو فعل شيء كافي لتدمير الضحية في حال عدم الاستجابة لطلبات ورغبات المجرم المُبتز.
وهذه المعلومات عادة ما تكون مدمرة أو ذات طبيعة محرجة اجتماعيًا ويستهدف بأيّ وسيلة الإيقاع بالضحية دون مخافة من الله أو وضع اختراق القوانين في الحسبان وأبرز أنماط الابتزاز في الفترة الراهنة هو الابتزاز الإلكتروني.
أسباب ابتزاز الفتيات
يمكن أن يحدث الابتزاز الإلكتروني للفتيات كنتيجة لقلة الوعي التقني والجهل بالأمن الإلكتروني، حيث تجد أن أغلب الضحايا يعدون ممن لا يعرفون الكثير حول التقنية وعن تفادي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني وكيف يتصرفون على نحو أمثل في حال وقعوا في مصيدة المُبتز.
إذن فإنه يمكن القول أن السبب الرئيسي لوقوع الفتيات ضحايا جرائم الابتزاز هو قلة الوعي الأمني بالإضافة إلى أن هناك أسباب أخرى ويمكن ذكر أبرزها على النحو التالي:
- بناء الفتيات علاقات عاطفية مع أشخاص مجهولين وبمجرد منحهم القدر الذي لا يستحقونه من الثقة يشرعن في التقاط صور ومقاطع وهن في غفلة من أمرهن ومن ثم يبدأ سيناريو الابتزاز وطلب مقابل التزام الصمت والاحتفاظ بمحتويات الابتزاز.
- نجاح المُبتز في الدخول غير المشروع على حسابات التواصل الاجتماعي للضحايا وبالتالي امتلاك مواد تيسر له عمليات ابتزاز الفتيات مثل عدد من المحادثات الخاصة وغيرها.
- استسهال أمر ارسال الصور والمقاطع وإجراء محادثات الفيديو مع أشخاص غير موثوقة وهذا عادة ما يحدث بهدف التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي.
- إهمال أمر التأكد من محو المعلومات الخاصة والملفات الشخصية قبل الشروع في بيع جهاز الهاتف أو الحاسوب.
- تبادل الصور الشخصية بين الفتيات وبعضهم البعض مما يجعل الصور ذات الطبيعة الخاصة متواجدة على أكثر من جهاز وبالتالي تعد أكثر عرضة لاحتمالات وقوعها في أيدي للمبتزين.
- تفشي البطالة بين الشباب وتمتعهم بأوقات فراغ كبيرة.
- قلة الوعي بعقوبة الابتزاز الإلكتروني بشكل عام.
- ضعف الرقابة وغياب التوجيه الأسري للفتيان والفتيات.
أنواع الابتزاز الإلكتروني للفتيات
يمكن تقسيم أنواع الابتزاز الإلكتروني بشكل عام وفق الغرض الذي يستهدفه المُبتز ويطمح في الوصول إليه من الضحية إلى: ماديًا، أو جنسيًا، أو منفعيًا:
- فقد يكون الهدف مادي بغرض الحصول على المال من الضحية أو أسرتها أو المؤسسة التي تعمل بها.
- أو يكون الهدف جنسي بغرض إشباع الغريزة الجنسية لدى المجرم المُبتز الذي عادة ما يستهدف الفتيات الشابات أو حتى الأطفال.
- كما قد يكون المبتز أهداف أخرى منفعية أو سياسية .
وسائل ابتزاز الفتيات
تُعد التكنولوجيا والثورة المعلوماتية الحديثة هي الأداة الرئيسية والأولى في ارتكاب جريمة ابتزاز الفتيات وانتشارها في الآونة الأخيرة.
فأغلب الوسائل المستخدمة لابتزاز الفتيات مرتبطة بشكل أساسي بالتقنيات الحديثة والعصرية من هواتف ذكية وكاميرات تصوير ومنصات وتطبيقات تواصل اجتماعي وغرف دردشة إلكترونية وغيرها من الأشياء التي لا يخلو منها كل بيت من البيوت على اختلاف المستويات الاقتصادية والاجتماعية لأصحابه في الوقت الراهن.
مما يجعل من جميع هذه الوسائل والتقنيات المتطورة سلاح ذو حدين بينما تم ابتكارها لخدمة الناس وتسهيل حيواتهم وانفتاحهم على التقدم والعالم الخارجي أضحت تشكل تهديد واضح ووسيلة مستخدمة لجلب المتاعب والهموم للآخرين وهذا ما يتحكم فيه الاستخدام الخاطيء بشكل أساسي.
وقد تم رصد العديد من قضايا ابتزاز الفتيات الإلكتروني والوصول إلى مرتكبيها وتسليمهم لأيدي العدالة مع كافة البراهين والأدلة التي تثبت تعمد استخدامهم للتقنيات الحديثة ووسائل الاتصال العصرية في ممارسة تهديد وابتزاز الفتيات وتحريضهن على الرزيلة واستغلالهن في ممارسة أفعال فاحشة.
وقد دفع التصرف الحكيم بشكل فوري في نجاح استراتيجيات التصدي والمواجهة وإيقاف المجرم عند حده.
كيف يتم ابتزاز الفتيات ؟
هناك عدة طرق مختلفة يستخدمها المُبتزيّن لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في شباك مخططات ابتزاز النساء فهناك مراحل وخطوات لحدوث هذا الابتزاز.
فهو لا يتم فجأة وبشكل آني على عكس غيره من بعض الأنواع الأخرى من الابتزاز الإلكتروني بحيث يستغل مجرمي الابتزاز رغبة الفتاة الدائمة في العثور على الحب.
ومن ثم ايهامها بإقامة علاقة زائفة وغير جدية يقوم باستغلالها من خلالها ليحصل على أشياء تنافي العرف والأخلاق والقانون والدين.
وفي حالة رفضها وانسحابها يبدأ في وضع مخطط لممارسة أحد أخطر أنواع الابتزاز وهو الابتزاز العاطفي وفي حال فشله هو الآخر في تحقيق المساعي المأمولة يبدأ في اللجوء إلى تهديد سمعة الفتاة وارهابها مستخدمًا في ذلك الصور والمقاطع الحقيقية المرسلة إليه طواعية أو التي توصل إليها بالحيلة أو غيرها من المحتويات المزيفة الملفقة وذلك للضغط على الضحية واخضاعها.
خطوات مكافحة ابتزاز الفتيات الإلكتروني
هناك عدة خطوات ومراحل يجب على الضحية القيام بها في حالة تم التعرض للابتزاز الإلكتروني لتلاشي تداعياته وأضراره ألا وهي:
- إغلاق الضحية لجميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها بشكل مؤقت لقطع طريق الوصول بينها وبين المجرم المُبتز وعدم حذفها نهائيًا لاستخدامها مستقبلًا وقت الحاجة في إثبات واقعة الابتزاز.
- محاولة التماسك وعدم إظهار القلق للمُبتز أو الاستسلام له بأيّ حال من الأحوال أو الاستجابة لمطالبه مهما كانت بسيطة كي لا يتسبب ذلك في جعله يشعر بقوته وضعف الضحية فيتمادى في الضغط عليها.
- إبلاغ إدارة الموقع الذي تم الابتزاز من خلاله أو نشر محتوى الابتزاز عليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المجرم وإحباط مساعيه فأغلب إدارات هذه المواقع تسعي لخلق ظروف استخدام آمنة لزوارها بحيث تشعره بمزيد من الثقة.
- اللجوء لطلب المساعدة اللازمة والتوجيه السليم من الجهات المختصة سواء الحكومية أو الخاصة المعتمدة والموثوقة للاستفادة من خبراتها وصلاحيتها في إنهاء مأساة الابتزاز ووضع حد لها وعدم الاستعانة بالهاكرز كي لا يتسبب ذلك في ازدياد الأمور تعقيدًا والتعرّض لاحتمال مواجهة جريمة ابتزاز جديدة.
بالنظر إلى ما سبق من وسائل وآليات لها دور في إتمام جريمة ابتزاز الفتيات والخطوات والمراحل الواجب اتباعها للتصدي والمواجهة ومن ثم الخروج من فخ الابتزاز بأقل أضرار وأقصى سرعة ممكنة يمكن القول بأنه هناك عدة نقاط لها دور بارز في تعزيز وعي الفتاة ووقايتها من الوقوع بين براثن المُبتز وتتمثل في:
- تجنب إرسال طلبات صداقة عشوائية لمجهولين أو قبول صداقات مبهمة وبناء جسور ثقة لا تستند على أساسات متينة.
- عدم التجاوب مع المراسلات الصادرة عن أشخاص غير معروفين.
- حماية المعلومات والبيانات الشخصية وتجنب مشاركتها مع العامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
- رفض إجراء المحادثات الصوتية والمرئية مع أشخاص مجهولين بتاتًا أو معروفين في حالة سوف تتحدث بشكل غير لائق أو تظهر بصورة محرجة قد تتورط في حال تم الافصاح عنها أمام آخرين.
- ضبط الذات وعدم الانجذاب لظواهر الأمور من صور ومعلومات قد تكون وهمية غير حقيقية.
- حماية الأجهزة بواسطة برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة مع المواظبة على إجراء التحديثات الدورية لها.
- الامتناع عن زيارة المواقع المشبوهة والضغط على روابط مجهولة المصدر.
كل هذا من شأنه إحباط مساعي مجرمي الابتزاز وحماية المستخدمات من التعرض لابتزاز الفتيات والأضرار المترتبة عليه.
ما هي عقوبة ابتزاز الفتيات أو النساء في السعودية
قامت المملكة العربية السعودية بفرض عقوبة الابتزاز الإلكتروني في السعودية على كل من يسهم في جريمة ابتزاز لما لهذه القضايا من طبيعة حساسة وخطورة شديدة.
فجاءت عقوبة الابتزاز الإلكتروني للفتيات في السعودية بالحبس لمدة تصل إلى سنة أو غرامة مالية قد تقدر بـ 500 ألف ريال المعاقبة بإحدى هذه العقوبات أو الدمج بين كلاهما.
ومن الضروري الحرص الشديد عند قيام الفتيات باستخدام شبكة الإنترنت لتجنب تعرضهن لمثل هذه الجرائم.
وفي حال تعرضت فعلًا لجريمة ابتزاز الفتيات فيجب عليهن اللجوء إلى أحد الجهات المختصة بمكافحة جرائم الابتزاز للتدخل بالنصيحة ووضع استراتيجية المقاومة على الفور وبالتالي الحفاظ على خصوصية هؤلاء الفتيات وحمايتهن من تنفيذ تهديدات المُبتز.
نصائح واجبة عند التعامل مع المُبتز
- لا تتتفاوض مع المجرم المُبتز أو تدفع أيّ مبالغ مالية له لأن هذا من شأنه أن يكون حافز له للاستمرار في ابتزازك.
- حاول جاهدًا قدر الإمكان أن تتعرف على جميع التفاصيل المتعلقة بالمُبتز مثل جنسيته وهويته ورقم حسابه ورقم هاتفه وأيّ معلومة قد تكون دليل للوصول إليه.
- اطلب المساعدة من متخصص لتلقي الإرشادات السليمة وجمع وتوثيق أدلة وبراهين الجريمة.
- افحص أجهزتك واحميها بمضادات الفيروسات.
- اطلب مشورة قريب موثوق سواء كنت قاصرًا أو راشدًا لمحاولة إيجاد حل عملي ومرضي قبل تفاقم المشكلة.
- قدم بلاغ لأقرب جهة معنية بمكافحة جرائم الابتزاز الالكتروني في بلدك.
ختامًا .. يمكن القول أن اتباع الطرق الآمنة والسليمة في استخدام الإنترنت وذلك مثل عدم فتح الروابط مجهولة المصدر قبل فحصها جيدًا والتأكد من خلوها من المخاطر والتهديدات، والاهتمام بالتحديث المستمر للنظام ولبرامج مضادات الفيروسات على الجهاز لتلاشي مسألة استغلال الثغرات الأمنية وغيرها من التدابير من شأنه أن يحميك بشكل أو بآخر من التعرض لابتزاز الفتيات.
أسئلة هامة
في حال تعرضت البنت أو الأخت للابتزاز بصور مفبركة، فمن الضروري أن تدعمها نفسيًا وتعبر عن دعمك الكامل لها وأن تستمع إليها بعناية. لأن هذا يعزز شعورها بأنها ليست وحدها في هذا الموقف الصعب وأنك تثق بها وتدعمها بغض النظر عن الموقف. ويمكنك أن تعبر لها عن حبك ودعمك لها وأن عائلتك كلها تقف بجانبها وتهتم بسلامتها وسعادتها. ويجب عليك مساعدتها على فهم أن الابتزاز ليس ذنبها وأن الشخص المستغل هو المسؤول الوحيد عن الأمر. وشجعها على الإبلاغ وفهمها أن اتخاذ هذه الخطوة ضرورية لحماية حقوقها والعمل على وقف المستغل. ومن الجيد أن تساعدها على بناء ثقتها بنفسها والتشجيع على العيش بصورة إيجابية، في الأخير مهمتك كمساند واعتبارك واجهة للدعم النفسي يكمن في توفير الاستماع والدعم العاطفي والتوجيه للمساعدة المختصة التي تحتاجها أختك أو بنتك في هذا الوقت الصعب.
الابتزاز الجنسي للبنات موضوع حساس وقد يكون من الصعب التعامل معه ولكن إن تعرضتي للابتزاز الجنسي يجب عليك المحافظة على هدوئك. وإن كان من الصعب الاحتفاظ بالهدوء عندما تتعرض للابتزاز الجنسي، ولكن الابتزاز يهدف في الغالب إلى إثارة الرعب والخوف، ومن ثم يجب السيطرة على نفسك حتى يمكنك التفكير بوضوح. ويجب عليك إبلاغ الجهات المختصة بالابتزاز الجنسي الذي تتعرضين له وتقديم شكوى رسمية. كما يجب عليك العناية بنفسك لأن التعرض للابتزاز الجنسي قد يكون مؤذيًا جدًا على الصعيد النفسي والعاطفي.
عند التعامل مع رسائل التهديد بالابتزاز قد يكون من الصعب تجاهل الرسالة المهددة لكن من المهم عدم الانزعاج والتأكد من التصرف بوعي. لا تقومي بالرد على الرسالة على الفور، ولكن اعملي على تقييم مدى جدية التهديد وقدرة المبتز على تنفيذه. احتفظي بالرسائل والمعلومات المتعلقة بها كدليل لتقومي بتقديمه للجهات المختصة للإبلاغ عن حالة الابتزاز. مهمتك الأساسية في التعامل مع ابتزاز البنات من خلال رسائل التهديد هي الحفاظ على سلامتك وسلامة الآخرين. قد يتطلب الأمر بعض الوقت للتعامل مع الأمر بشكل صحيح، لذا كوني صبورة وتواصلي مع الجهات المختصة حتى تتمكني من التعامل بشكل فعال مع التهديد.
إذا تعرضت للابتزاز الإلكتروني بسبب صورك يجب الحفاظ على الهدوء وعدم دفع أيّ مبالغ مالية أو تلبية أيّ مطالب للمبتز. ويجب توثيق جميع الرسائل والتهديدات من المبتز والحفاظ عليها لتكون دليل قوي يساعد في اثبات قضية الابتزاز. ومن المهم تغيير كلمات المرور لجميع حساباتك الرقمية بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والخدمات المصرفية عبر الإنترنت. مع تعزيز أمان حساباتك عن طريق استخدام كلمات مرور معقدة ومتنوعة لكل حساب.
تم التحديث في 4 سبتمبر، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني