الابتزاز الإلكتروني هو جريمة معلوماتية متكاملة الأركان، ولها أخطار كبير على المجتمع السعودي، لما لها من نتائج سلبية خطيرة على المجتمع بمختلف فئاته، لذلك من الضروري التوعية به، ومعرفة كيفية معالجة الابتزاز الإلكتروني وذلك من خلال سطور هذا المقال.
تُعد قضية الابتزاز قضية شائكة شديدة التشعب فالابتزاز هو عملية تهديد بكشف بيانات أو معلومات معينة عن أحد الأشخاص قولًا أو كتابةً.
أو القيام بفعل شيء ما يستهدف تدمير الشخص المهدد، والمساس بحياته أو التشهير به ابتغاء تحقيق دوافع انتقامية أو لا أخلاقية أو سياسية وغيرها في حال لم يلتزم بالاستجابة لبعض الطلبات أو التوقف عن القيام ببعض التصرفات.
وعادة ما تكون هذه المعلومات أو تلك البيانات سرية لكونها محرجة أو ذات طابع يجعلها مدمرة اجتماعيًا.
أيّ أنه يتضمن كثرة المطالب غير المشروعة في محاولة للوصول إلى الهدف المرسوم.
وتنتهي عملية الابتزاز في أغلب الأحيان باقتراف المُهدد عمل غير قانوني أو ارتكاب المُهدد عنف ضده نتيجة لعدم استجابته ورضوخه له.
وبهذا يمكننا تعريف الابتزاز بمعناه الشمولي العام بأنه عملية ترويع عبر بث الرعب والذعر في نفس الشخص المُهدد باستخدام وسائل متعددة وآليات متنوعة بهدف تحقيق غرض محدد.
تعريف الابتزاز لغة واصطلاحاً
معنى ابتزاز في اللغة العربية، تعني في القاموس الجامع أنه الحصول على مال أو منفعة من شخص تحت التهديد بفضح الأسرار الخاصة به.
أما مصطلح الابتزاز فهو استجراره بغير حق رضى صاحبه، وهو المصطلح الفقهي للابتزاز.
هذه المعاني لا تختلف كثيراً عن الحقيقة، فإن جريمة الابتزاز الإلكتروني عبارة عن تهديد الشخص مقابل المال أو جلب منفعة غير قانونية وسنتعرف على هذا المعنى في السياق التالي.
يُعد الابتزاز الإلكتروني نمط من أنماط الجرائم الإلكترونية الأكثر انتشارًا ورواجًا في الآونة الأخيرة ويمكن تعريف عملية الابتزاز الإلكتروني بأنها عملية تهديد بنشر وتسريب صور أو مقاطع فيديو أو تسجيلات صوتية أو محادثات ما – تمس أمور شائكة وقضايا شخصية – على مواقع التواصل الاجتماعي في حال لم ينصاع الشخص المهدد إلى أوامر ورغبات المُبتز الإلكتروني الذي يقوم بالتفاوض معه.
ويعود السبب الرئيس لانتشار مثل هذه الجرائم إلى الزيادة المستمرة في أعداد مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها.
مما يدفع الناس من مختلف فئات المجتمع إلى الهبوب بسرعة الريح لاستخدامها وتجريبها دون وعي أو اهتمام بضرورة التطرق لتشفير المعلومات والبيانات الشخصية ومراعاة حمايتها أمام محاولات الدخول غير المشروع المستمر وسطو القراصنة الإلكترونيين المتكرر وسعيهم للقيام بابتزاز إلكتروني دائم.
معنى الابتزاز الإلكتروني
من المعلومات الهامة التي يجب على الشباب معرفتها معنى الابتزاز الالكتروني ومعرفة خطورته عليهم، فالابتزاز الإلكتروني هو عملية مساومة بين المُبتز والضحية تقوم على الترهيب والتهديد من المُبتز للضحية.
هذه العملية تتم بعد اختراق جهاز أو هاتف الضحية للوصول إلى معلومات على هيئة صور أو فيديوهات أو بيانات ومعلومات شخصية، وبالتالي يقوم المُبتز بالتهديد والترهيب مقابل دفع مبالغ مالية.
وقد يصل الأمر إلى طلب أمور غير شرعية أو قانونية، وهو ما يعرف بالابتزاز الجنسي، وفي الغالب تكون ضحيته فتاة، يتم تهديدها بنشر الصور والفيديوهات الخاصة بها مقابل إقامة علاقة غير شرعية مع الجاني.
فكان من المهم أن نبدأ معرفة معنى وتعريف الابتزاز الإلكتروني قبل معرفة أنواعه ونتائجه السلبية على الشباب والفتيات أو على المجتمع بشكل عام.
أنواع الابتزاز الإلكتروني
كما تعرفنا في السطور السابقة عن معنى ابتزاز إلكتروني وتعرفنا أنها جريمة معلوماتية تتم عند الدخول غير المشروع بقيام شخص مجهول للمعلومات والبيانات والحسابات والصور والفيديوهات وغيرها والتهديد بنشرها.
يُعد الابتزاز الإلكتروني عملية تهديد وترويع لأحد الضحايا بنشر صور وتسريب معلومات شخصية أو سرية مقابل استغلال الضحية في سرقة بيانات أو دفع مبلغ مالي أو الإقبال على القيام بأفعال غير قانونية أو غير مشروعة لصالح القائمين بالابتزاز.
وفي أغلب الأحيان يتم اصطياد الضحية عن طريق البريد الإلكتروني أو أحد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، تويتر، وإنستغرام، سناب شات، تيكتوك وغيرها من الوسائل.
وذلك بعدما أصبح أوسع مجالًا في ظل تنامي أعداد المستخدمين وزيادة أعداد البرامج المختلفة وبفضل انتشارها واستخدامها على أوسع نطاق من قِبل مختلف الأفراد المنتمية لفئات المجتمع المتفاوتة.
وهذه الجريمة لها العديد من الأنواع، وأنواعها هذه تدل على خطورتها على الشباب والفتيات، وسوف نتعرف على أنواع الابتزاز الالكتروني في السطور التالية:
الابتزاز العاطفي
يستخدم الابتزاز العاطفي لضمان فرض وتحقيق سيطرة عاطفية ونفسية على الآخرين ويُعد أسلوب دنيء في التعامل مع الضحية.
وقد يتسبب في زرع الشعور بالخجل أو الخطأ لديهم بل وتحميلها أعباء أخطاء ومسؤوليات تخلق منها مذنبة مدينة للشخص القائم بابتزازههم.
الابتزاز المادي
ويعرف الابتزاز المادي بأنه عملية إرغام من قِبل أحد الأطراف للطرف الآخر – بابتزازه وتهديده بشكل مباشر أو غير مباشر- على القيام بخدمة أو دفع مقدار من المال لصالح أحد الأشخاص أو الكيانات مقابل وعد بإخفاء أمر أو الاحتفاظ بسر يخشى انكشافه.
قد يكون الابتزاز المالي هو أشهر أنواع جرائم الابتزاز الإلكتروني حيث يقوم المُبتز بجمع المعلومات والبيانات التي تدين الضحية أو التي تشكل خصوصية كبيرة للضحية، من صور وفيديوهات وغير ذلك.
وبعد الاستيلاء على هذه الصور والفيديوهات يتم التهديد بها مباشرة، وذلك لدفع أموال يحددها المُبتز للضحية من أجل دفعها مقابل عدم نشر الصور والفيديوهات، ويتم تحويل المبلغ المحدد على حساب بنكي مجهول خارج البلاد أو ترك المال في مكان بالقرب من السكن.
هذه الطريقة هي الأشهر، وهناك آلاف الضحايا تم ابتزازهم إلكترونياً ومادياً بهذه الطريقة بالتحديد، وقد تستمر هذه الطريقة أكثر من مرة، وليست مرة وحيدة، حيث يقوم المُبتز بالابتزاز مرة بعد مرة والحصول على أموال.
الابتزاز المنفعي
نوع من أنواع الابتزاز الإلكتروني فهو يشبه إلى حد كبير النوع الأول وهو الابتزاز المادي لكن يستبدل المبتز تهديده بعدم نشر الصور والفيديوهات والمعلومات ذات الخصوصية بمنفعة مقابل الأموال.
هذا النوع من الجناة يريدون منفعة من صاحب هذه المعلومات والذي يكون في الأغلب ذات منصب هام في الدولة أو منصب في السلك القانوني والقضائي وغيرها من الوظائف الحساسة، حيث يطلب منه منفعة ومصلحة يجب القيام بها مقابل عدم النشر.
هذه المنفعة في الغالب ضد القانون، وبالتالي يتورط الضحية أكثر فأكثر مع الجاني والذي يقوم ربما بتهديده مرة أخرى أو مرات عديدة بهذا الشيء الذي قام به ضد القانون، وبالتالي يصير من ضحية إلى جاني هو الآخر.
الابتزاز الجنسي
الابتزاز الجنسي ربما يعتبر أخطر أنواع الابتزاز الإلكتروني المهددة للأسر وبالتالي المجتمع، وفي الغالب يكون ضحاياه من الفتيات والسيدات، وهذا النوع يعتمد على ابتزاز المبتز للضحية جنسياً، وذلك بالاستيلاء على الصور والفيديوهات الخاصة بالفتاة أو السيدة.
ثم تأتي الخطوة التالية وهو التواصل مع الضحية من أجل تنفيذ رغباته الجنسية مقابل عدم نشر الصور والفيديوهات، وذلك بإقامة علاقة جنسية آثمة وغير شرعية مع الفتاة أو السيدة مقابل عدم نشر الصور والفيديوهات.
هنا قد تخضع الضحية للجاني وتقيم معه علاقة قد تكون بداية فخ كبير لا تخرج منه أبداً، حيث تصبح في شباك الجاني دائماً بسبب هذه التهديدات المتكررة، والتي تورط الضحية أكثر فأكثر في وحل العلاقات الآثمة مع الجاني.
هذه نبذة مختصرة عن أنواع الابتزاز الإلكتروني والذي يشكل خطراً كبيراً على الضحايا وعلى المجتمع بشكل عام لأنه قد يدمر أسرة كاملة بسبب هذه التهديدات.
الابتزاز السياسي
وتستهدف عملية الابتزاز السياسي تحقيق مكاسب وأهداف استراتيجية وسياسية وذلك ما يتم بواسطة حصول الطرف الأول المُبتز على بيانات حساسة ومعلومات سرية حول الطرف الآخر أو الضحية.
باستخدام أساليب القرصنة الإلكترونية والقدرة على الدخول غير المشروع على الأجهزة والحسابات الهامة وتسريب بياناتها وحفظها في ملفات خاصة بالمُبتز.
لتكون خير معين له وفرصة لتحقيق أهدافه ويتفشى هذا النوع من الابتزاز بصورة جلية في فترات الانتخاب والتصويت في ظل أجواء التنافس الشديد التي تسيطر أنذاك.
الابتزاز الديني
الابتزاز الديني هو أداة لمزاولة الضغط والتهديد واستغلال الشعور بالذنب والتوعد بالعقاب وفقد رضا الله والرضا عن النفس وتدني مستوى التدين.
يستخدم فيه المُبتز ثلاثة من أنماط الشعور لإخضاع فريسته والسيطرة عليها ألا وهي؛ الخوف، والشعور بالذنب والإجبار تحت شعار “إن لمْ تقم بفعل ما أقول فسوفَ تعاني ألم الضمير وتنال عقاب الله”.
وباستغلال هذا الميل الفطري لرضا الله يتبنى الضحية رؤية الجاني في الحلال والحرام وبالتالي مشاعره ويبدأ في تصديقه تصديق أعمى حتى يضحى أكثر إيمانًا وتدينًا وأقل تقصيرًا.
أبرز أسباب الابتزاز الإلكتروني
هنالك أسباب عديدة وراء القيام بعملية الابتزاز بحيث تعتمد العملية برمتها في أسبابها ودوافعها ومجموعة النتائج المترتبة عليها على تلك العلاقة ما بين المُبتز والضحية.
ولكن هناك أسباب رئيسية تختبئ خلف عملية الابتزاز الالكتروني لتكون المحرك الرئيسي للجاني في إكراه ضحيته على التصرف بشكل منافي لرغبته أو رغبتها ومعاكس للمعايير المتعارف عليها في تحديد الصواب والخطأ.
وفي السطور التالية نستعرض أهم اسباب الابتزاز الالكتروني ودوافعه.
1- الرغبة في الحصول على المال
قد يكون هدف الجاني من عملية الابتزاز هو تحقيق منافع مادية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ويتجلى الهدف المادي بصورته المباشرة عندما يطلب الجاني من الضحية أحد المبالغ المالية أو القيام بتسديد دين أو دفع فاتورة ما عنه مقابل السكوت أو الامتناع عن نشر محتوى ما.
أما الحصول على الأموال بصورة غير مباشرة فيتم عبر تسريب بيانات حسابات بنكية أو ارغامه على تسريب معلومات سرية للانتفاع بها واستخدامها كوسيلة لتحصيل المال.
وكلما كانت هذه المعلومات أخطر وعلى درجة أعلى من السرية كلما أصبح المبلغ المطلوب من قبل المُبتز أكبر.
يطمع المُبتز من خلال مزاولة عملية الابتزاز الالكتروني في تحصيل مبالغ مالية ضخمة من الضحية مستغلًا الرغبة المُلحة في السيطرة على الموقف بسرعة دون فضح أسراره الشخصية والتمادي في نشر محتوياته الخاصة وتداولها بين الناس.
2- إشباع الرغبة الجنسية عبر الخدمات الإلكترونية
ويُعد هذا النمط من أخطر أنواع الابتزاز الإلكتروني حيث يهدف المُبتز تحت تأثيره لإشباع رغبته في الحصول على خدمات جنسية من الضحية في مقابل الامتناع أو توقف عن نشر صور أو محتويات خاصة بها.
وهنا يطلب المُبتز صور خليعة وفيديوهات مشبوهة للضحية كخطوة في سبيل الوصول لمساعية الدنيئة لكي تأخذ مسلكها في التطور حتى تصل لطلب إقامة علاقة آثمة أو الرضوخ والتسليم بقبول القيام بأيّ فعل مشين.
حيث يتجه بعض المجرمين الالكترونيين لاستخدام البيانات والصور والمعلومات المسربة والتي أصبحت بحوزتهم كوسيلة ضغط لإرضاخ الضحايا وإجبارهم على القيام بأفعال مشينة تُشبع احتياجاتهم ورغباتهم الجنسية بتوفير مقاطع فيديو وصور آثمة في مقابل الخلاص من التهديد بنشر خباياهم ونشر خصوصياتهم.
3- زعزعة العلاقات الأسرية
أحيانًا ما يتحصل المُبتز على محتوى لشخصين ينتمون لنفس العائلة وهنا يصبح الابتزاز بصورة مختلفة لأن عواقبه من المحتمل أن تكون وخيمة على كلا الطرفين فبالتالي يفسح المجال أمامه لطلب ما يشاء من الضحايا للحفاظ على العلاقات الأسرية أو فضح المعلومات المتوفرة لديه وتحمل النتائج المترتبة من خراب وتدمير.
4- إسقاط الأشخاص لصالح طرف منافس أو معادي
بحيث تستهدف عملية الابتزاز الإلكتروني في هذه الحالة استخدام الشخص وتسخيره للقيام بسرقة وتسريب بعض المعلومات الهامة المتعلقة بعمله أو المؤسسة التابع لها وذلك لصالح المنافس له وفي حالة الرفض يصبح مهددًا بإطلاع العامة على أدق خصوصياته وأسراره.
5- دوافع انتقامية
وبمقتضى الدافع الانتقامي يلجأ الجاني لابتزاز المجني عليه لينال منه عبر خلق صراع نفسي بداخله مهابة فضح أمره وكشف ستره وفضحه بما يتم تهديده به.
وقد يكون الجاني في هذه الحالة أحد منافسين الضحية أو يربطه بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ماضي وذكريات مؤلمة تدفع به لتشويه سمعته والإضرار به انتقامًا.
مراحل عملية الابتزاز
- مرحلة الطلب: وهنا يبدأ الجاني بطلب شيء ما من الضحية.
- مرحلة المقاومة: وفي هذه المرحلة تبدأ الضحية بالقلق والارتياب بشأن تلبية هذا الطلب.
- مرحلة الضغط: وتتم عندما يحكم المُبتز قبضته على المجني عليه ويضيق عليه الخناق ويحصره في زاوية ضيقة حيث يصعب عليه الفرار من إلحاحه ورفض القيام بما أمره به.
- مرحلة التهديد : ويمكن القول بأن هذه هي مرحلة التكشير عن الأنياب وإبراز العواقب الوخيمة لمقابلة المطالب بالرفض.
- مرحلة الإذعان: وفيها تتأكد الضحية من ضعف موقفها أمام الجاني وموضوع الابتزاز فترفع الراية البيضاء وتعلن الاستسلام والاستعداد للقيام بكل ما يريده مقابل الصمت.
- مرحلة التكرار: حيث يقدم المُبتز على تكرار ذات الموقف بمراحله الجنونية.
بصمة آمان تساعدك في التغلب على الابتزاز والتخلص منه بالطرق السرية والقانونية، لا تجعل حياتك تتوقف من أجل ابتزاز بعض الأشخاص لك، فنحن موجود لمساعدتك ولدرء الإبتزاز عن شخصك.
تداعيات عملية الابتزاز الإلكتروني
1- التعرّض لاضطرابات ومعاناة الارتياب والإرهاق والأرق
بحيث يصبح الشخص المهدد أكثر ارتيابًا وخوفًا من التعامل مع أيّ شخص آخر بل ويتجه لتفسير الكلمات الموجهة إليه على أنها إيماءات تشير بشكل مباشر أو غير مباشر لتهديدات المُبتز مما يثقل كاهله بالأعباء ويعزز موقف القائم بعملية الابتزاز الإلكتروني.
2- تدهور الصحة النفسية
وهذا ما يُعد من أهم النقاط التي يركز المُبتز عليها أثناء التعامل مع ضحاياه حيث أن التأكد من تراجع الصحة النفسية للضحية وتدهورها يهيء للقائم بعملية الابتزاز طريق الوصول لمبتغاه والتجرأ على طلب المال والخدمات الجنسية والإجبار على تسريب المعلومات وغيرها من الخدمات وهو يثق تمامًا بأنه سوف يحصل عليها ولاسيما في ظل تأخر الحالة النفسية لضحاياه.
3- اضطرابات عضوية في الجسم والصحة العامة
مثل اضطراب الغذاء والتفكير مما يجعل الصحة البدنية في تدهور مستمر وهذه هي النتيجة المتوقعة للتعرض المتتالي للضغوط والاضطرابات النفسية مما يفسح المجال أمام الجاني لتخطيط ناجح يسهل عليه الحصول على أهدافه المرجوة والانتفاع بالخدمات المطلوبة من الضحية.
4- العدمية وخلق ميول انتحارية
ويمكن القول بأن هذا هو المطاف الأخير الذي يصل إليه الشخص المستهدف بالتهديد وعادة ما يلجأ إليه بعد تضحيات متكررة وأخطاء متتالية يظن أنه يكسب بها حريته من ابتزاز الجاني.
ولكنه سرعان ما يصطدم باثباتات جديدة تدينه أكثر في حوزة المُبتز ولايزال تهديده باستغلالها ونشرها في محيطه ساريًا رغم كل التضحيات فيتأكد بذلك أنه لن ينفذ وعوده ويكف عن ملاحقته.
وهنا يبدأ في إدراك تشوه صورته الذهنية في عين نفسه فيفضل إنهاء الصراع الحاد ووضع نهاية للمأساة بالانتحار والموت عوضًا عن الاستمرار في ارتكاب أخطاء جديدة أبشع وإن كان مرغمًا عليها.
والآن هل يمكن الحماية من التهديد والابتزاز؟
الحماية من الابتزاز الإلكتروني
الوقاية خير من العلاج، هذا هو العنوان العريض للحماية من هذه التهديدات الخطيرة التي تواجهها الضحايا، حيث يمكن الحماية من الابتزاز الالكتروني ومن هذه التهديدات ومن حدوثها من الأصل عبر العديد من الإجراءات.
فما هي هذه الإجراءات الواقية من حدوث جريمة الابتزاز الإلكتروني؟
- حملات توعية للأطفال والمراهقين والكبار بجريمة الابتزاز الإلكتروني وأنواعها وكيفية التصرف في حال حدوثها.
- عدم قبول أي طلبات صداقة من أشخاص غير معروفين على مواقع التواصل الاجتماعي.
- عدم الرد على أشخاص مجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي.
- عدم الرد على محادثات الصوت والفيديو من أشخاص غير معروفين على مواقع التواصل المختلفة.
- عدم الضغط على أيّ روابط بالرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي ، لأنها قد تكون اختراق لهاتفك المحمول.
- يجب حذف البيانات لجهاز الهاتف المحمول قبل بيعه، حتى لا تصل الفيديوهات والصور الخاصة إلى البائع، حيث يظن البعض أن مسح الصور والفيديوهات يكفي لبيع الهاتف ولكن هذا غير صحيح.
- يجب تغيير كلمات المرور الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من كلمات ضعيفة إلى قوية، وبالتالي يتم تقوية الحسابات وحمايتها من الاختراق والسرقة.
- يمكن ربط الحسابات الاجتماعية المختلفة برقم تليفون متاح وخاص بك أو بالبريد الإلكتروني حتى يتم تنبيهك في حال محاولات السرقة والاختراق.
- لا تشارك صورك وفيديوهاتك ومعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حتى لا يتم الاستيلاء عليها واستخدامها في جريمة الابتزاز الإلكتروني.
- عدم استخدام مواقع البيع والشراء المجهولة وغير الموثوق بها، ومشاركة بياناتك عليها، لأن هذه المواقع قد تكون وهمية لسرقة المعلومات والبيانات الخاصة بحساباتك.
هذه هي إجراءات الحماية والوقاية من جريمة الابتزاز الإلكتروني والتي تقلل من تعرضك لهذه الجريمة الخطيرة.
أما في حال حدوثها فإنه يجب الإبلاغ عن جريمة الابتزاز الإلكتروني من خلال رقم الجرائم الالكترونية مع وجوب اتباع النصائح التالية لعدم تفاقم الأمر.
- عدم التجاوب مع رسائل المُبتز مهما كان المحتوى حقيقي أو مخيف.
- محاولة أخذ نسخ للرسائل والتهديدات المرسلة دون فتحها او قبولها.
- اللجوء إلى شخص موثوق وإخباره بالمشكلة حتى يمدك تواجده جوارك بالدعم اللازم.
- التوجه إلى هيئة متخصصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني للحصول على مساعدة احترافية وسرية تامة، فمن المؤكد مهما كنت مدينًا أو متورطًا فإنك لا شك تستحق فرصة مساعدة ومحاولة توفير حماية للنهوض مجددًا.
- التغلب على تهديدات المُبتز بعدم منحه الشعور بوجوب طاعته والانصياع التام لأوامره.
- الانتباه لعدم تحويل أيّ مبالغ مالية للمُبتز أو منحه أيّ معلومة بسيطة عن أرقام الحسابات والبطاقات البنكية الخاصة بك.
إذا قمت باتباع هذه الخطوات فإننا نضمن لك احتمالية أكبر للسيطرة على عملية الابتزاز والتغلب عليها دون التعرّض لأضرار أو مخاطر يصعب السيطرة عليها.
ولكن في المقابل إذا أخترت سبيل الرضوخ والطاعة طمعًا في عودة المُبتز لرشده والتزامه بوعود أبرمها لك بالتخلي عن محاولات تهديدك المتكررة فأنت في مواجهة كارثة حقيقية تضمن وقوعك بين براثن انحرافه الأخلاقي وانعدام ضميره بلا رحمة.
فالمُبتز لا محالة شخص طماع يستحيل أن لا يغريه ضعف موقفك بالتمادي والسعي الدائم لتوفير أدلة أكثر ضدك لإشباع رغباته المتزايدة وتحقيق أهدافه عن طريقك.
مكافحة الجرائم الالكترونية في السعودية
الابتزاز الإلكتروني في السعودية من الجرائم الإلكترونية المنتشرة في المملكة خلال السنوات الأخيرة، حيث تعتبر السعودية من أعلى البلدان العربية في نسبة انتشار جرائم الابتزاز الإلكتروني وهو ما جعل سلطات المملكة تتحرك ضد هذه الجريمة.
تقوم المملكة من خلال مكافحة الجرائم المعلوماتية بالإجراءات القانونية لحماية ضحايا الابتزاز والتحقيق في هذه الجرائم.
وهناك العديد من طرق التواصل مع الجهات الرسمية في المملكة والمخولة بمواجهة ومكافحة الابتزاز الإلكتروني، وهذه هي طرق التواصل:
تقديم بلاغ ابتزاز إلكتروني عبر رقم الشرطة
أتاحت السلطات السعودية من خلال الشرطة أو مكافحة الجرائم المعلوماتية للتبليغ عن قضايا الابتزاز الإلكتروني.
من مزايا الاتصال على رقم مكافحة الجرائم المعلوماتية أنه يتم في سرية تامة، ويتم الحفاظ على خصوصية المتصل.
تقديم بلاغ ابتزاز إلكتروني عبر الرقم الموحد
هناك طريقة أخرى للتبليغ عن جريمة الابتزاز الإلكتروني وهو عبر الاتصال على الرقم الموحد 1909 وهو رقم موحد من السلطات السعودية من مكافحة الجرائم المعلوماتية.
يمكنك الاتصال على هذا الرقم، وتقديم بلاغ ابتزاز إلكتروني ضد الجناة، وعبر منح السلطات جميع البيانات المطلوبة وذلك في سرية تامة للغاية.
تقديم بلاغ ابتزاز إلكتروني عبر الإنترنت
أتاحت مكافحة الجرائم المعلوماتية إمكانية تقديم البلاغات ضد جريمة الابتزاز الإلكترونية عبر الإنترنت، حيث يمكنك استخدام هذا الرابط.
وذلك لتقديم البلاغات حيث يمكن القيام بتقديم البلاغ عبر الخطوات التالية:
- الدخول على موقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – الرئاسة العامة.
- الدخول على صفحة ابدأ الخدمة.
- الضغط على زر إضافة بلاغ جديد.
- يجب كتابة البيانات المطلوبة بدقة.
بعد ذلك ترد الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مقدم البلاغ في سرية وخصوصية.
هذه هي أهم طرق الابلاغ عن الجرائم الالكترونية ومنها جريمة الابتزاز الإلكتروني، ولذلك لا داعي للقلق حيث يمكنكم التواصل مع الجهات القانونية من أجل مواجهة هذه القضية.
دور بصمة أمان في مساعدة ضحايا الابتزاز الإلكتروني في السعودية
بصمة أمان من المؤسسات السعودية الخاصة التي مُنحت ترخيص وزارة التجارة السعودية، وتقدم خدماتها في معالجة الابتزاز الإلكتروني ومساعدة ضحايا هذه الجرائم.
بصمة أمان لا تعالج الابتزاز الالكتروني من الناحية القانونية أو الجنائية، فهي ليست متخصصة في المواجهة القانونية الرسمية أو التحقيق في القضايا، ولكنها تساعد فقط الضحايا الذين يواجهون وحدهم هذه الضغوط.
من خدمات بصمة أمان حذف الفيديوهات والصور و المحتوى المسيء للضحية بعد نشره، وكذلك حذف الحسابات الاجتماعية المنتحلة لشخصية الضحية أو الحسابات القديمة، كما تساعد في استرجاع الحسابات المسروقة و المخترقة من خلال تمثيل الغير والتوسط لدى المنصة مقدمة الخدمة وتعزيز الحماية.
وغير ذلك من الخدمات التي يتم تقديمها عبر باقات تعزيز الحماية الإلكترونية والمراقبة اللحظية للتهديدات وتحديد مصدر المنصة التي تم نشر المحتوى المسيء بها ومراقبتها ثم بعد ذلك تتم عمليات معالجة التهديد والخطر مباشرة.
ختاماً، فإن جريمة الابتزاز الالكتروني تحتاج إلى معالجة وعدم السكوت عليها، والتوعية به وهو ما تقوم به بصمة أمان، التي تهدف إلى حماية الشباب والفتيات من هذه الجرائم.
أسئلة شائعة
الابتزاز والتهديد هما مصطلحان مختلفان ولهما معاني مختلفة، أما الابتزاز فهو عملية استخدام تهديد أو انتهاك بهدف الحصول على مكاسب شخصية أو مالية، ويشمل الابتزاز التهديد بكشف معلومات حساسة أو محرجة أو إلحاق الضرر إذا لم يتم تلبية مطالب المبتز، والهدف هو الحصول على المال أو الخدمات من المُتعرض للابتزاز.
وأما التهديد فهو تصريح بنية تكوين ضرر أو إيذاء أو فعل ضار مستقبليًا، والتهديد ليس دائمًا يرتبط بالابتزاز، ويمكن أن يكون تهديدًا بأمور مختلفة دون الضرورة للابتزاز، على سبيل المثال يمكن أن يكون تهديدًا بالقوة أو التلف بدون أن يكون له علاقة بالمكاسب المالية.
ببساطة الفرق بينهما يكمن في الهدف والغرض، الابتزاز يستخدم التهديد كوسيلة لتحقيق مكاسب مالية أو شخصية، بينما التهديد هو توجيه تهديد أو تحذير بدون ضرورة للابتزاز.
تم التحديث في 16 أبريل، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني
شكراً لكم
الابتزاز من المخاطر الالكترونية الحديثة ، اشكركم من قلبي للتوعية
شكرا لكم وعلى جهودكم وحرصكم ومتابعتكم طوال الوقت في حل مشاكل الابتزاز الالكتروني وتعريف الناس بهذه الاشكال التي تستغل الفرصه وتبتزهم واتمنى لكم التوفيق
شكراً لكم
اسال الله لكم التوفيق ؛ رائعين بمعنى الكلمة