يشكل ابتزاز الطلبة في المدارس ظاهرة خطيرة من شأنها أن تؤثر على صحة وسلامة الأطفال، ومن المتوقع أن تؤدي إلى آثار سلبية يصعب التحكم فيها على المدى الطويل.
حيث يتعرض غالبية الأطفال لأنواع شتى من الابتزاز في المدارس وتتضمن أبرز الأمثلة على السلوكيات العنيفة التي تصنف ضمن الابتزاز التعرض للتنمر والضرب والإهانة، بالإضافة إلى الابتزاز المادي والعاطفي.
ويقع على عاتق الآباء والمعلمين وجميع المسؤولين توفير أعلى درجة حماية ممكنة للطفل والعمل بجد للحد من تكرار حدوث الابتزاز في المدارس وتوعية الأطفال بهذه المسألة بشكل صريح ومباشر.
وضمن سطور هذا المقال، سوف نتحدث عن ظاهرة ابتزاز الطلبة وكيفية التعامل معها ومنع حدوثها.
ابتزاز الأطفال في المدارس
يُعد ابتزاز الأطفال في المدارس من أكثر أنماط الابتزاز شيوعًا في الفترة الراهنة وخاصة الابتزاز لأغراض مادية.
حيث يطلب الطالب القائم بالابتزاز من الآخر مبالغ مالية على سبيل المثال أو أشياء قيمة كعقاب على جرم غير حقيقي أو حقيقي نظير التستر.
ومن الأمثلة على تعرض الطفل للابتزاز في المدرسة معاناة البعض من الاستيلاء على مصروفهم أو أدواتهم المدرسية إليها من الأشياء والممتلكات الأخرى التي تضعهم تحت طائلة أقرانهم.
وعند اكتشاف أسر هؤلاء المعنفين نجد البعض يتصرف بذكاء وروية بينما البعض الآخر يخطئ التصرف بصورة تنعكس سلبًا على الطفل المُتعرض للابتزاز.
تعرض الطفل للابتزاز
هناك علامات دالة على تعرض الطفل للابتزاز المدرسي، وسنتعرض في السطول التالية لأبرز هذه العلامات.
علامات تعرض الطفل للابتزاز في المدرسة
١. التغير في سلوك الطفل
بحيث يصبح الطفل أكثر توترًا أو عصبيًا بشكل غير عادي، أو أكثر عدوانية أو انعزالية.
٢. انخفاض المستوى التعليمي
فقد تجد طفل يتمتع بمستوى أداء ممتاز وتحصيل جيد في الماضي، أصبح يعاني صعوبات في التعلم، وهذا ما يعد مؤشرًا واضحا على تعرض الطفل للابتزاز المدرسي.
٣. تغير عادات الأكل والنوم
فمن المحتمل أن يعاني الطفل الذي يتعرض إلى ابتزاز الطلبة الأرق والقلق وتغير أوقات وعادات النوم المعتادة أو فقدان الشهية والنشاط والحيوية.
٤. تغير أنماط الشخصية
فمن المتوقع أن يعاني الطفل قلة الثقة بذاته، ويصبح حساس بدرجة مفرطة للنقد والتنمر، ويصبح أكثر رهبة وارتياب من الذهاب للمدرسة.
٥. الانسحاب الاجتماعي
قد يصبح الطفل اجتماعي بدرجة أقل ويبتعد تمامًا عن العائلة والأصدقاء.
٦. التمادي في سلوكيات خطيرة
ومن المحتمل أن يتورط الطفل في سلوكيات خطرة هربًا من الواقع مثل تعاطي المواد المخدرة أو إدمان الكحوليات أو الإفراط في مزاولة الألعاب الإلكترونية.
٧. الاهتمام المكثف بالنواحي المادية
فقد يزداد طلب الطفل لمزيد من المال من عائلته أو أن يبدأ في شراء أشياء ثمينة بصورة غير مبررة.
في حال أنك لاحظت واحدة من هذه العلامات على طفلك، فمن المحتمل بدرجة كبيرة أن يكون هذا الطفل يعاني ابتزاز الأطفال في المدارس.
مما يتطلب التقرب منه والتحدث معه على الفور والقيام بمساعدته وحمايته سواء من قِبَل أسرته أو المسؤولين في المدرسة.
طفلي يتعرض للابتزاز المدرسي .. كيف أتصرف؟
في حال أنك شعرت بتعرض طفلك لعملية ابتزاز الطلبة يتعين عليك التقرب منه وطمأنته ومحاولة التحدث إليه بطريقة لينة الإصغاء إلى كل ما يقول بعناية واهتمام سعيًا في معرفة أدق تفاصيل ما حدث ووضع إستراتيجية مناسبة لتجنب تكرار واقعة مشابهة مستقبلًا.
وأيًا كان هول ما سمعت عليك المحافظة على هدوئك وحاول قدر الإمكان أن لا تحمل الطفل مشاعر الذنب أو أن تثقل كاهله بالتهديد والوعيد.
نصائح وإرشادات للوقاية من ابتزاز الأطفال في المدارس
التهديد بالامتناع عن اللعب مع الطفل إلا بشرط معين أو الخصام في حال لم يتنازل عن حق من حقوقه أو غرض من أغراضه الشخصية وغيرها من المواقف الحياتية قد تواجه الأطفال من قِبَل زملائهم وأقرانهم.
ويدفعهم الشعور بالحب والارتباط والانتماء إلى الاستسلام دون تفكير ومن ثم يبدأون في الاعتياد على تصرفات مشابهة قد تصاحبهم حتى الكبر يصبحون تربة خصبة للابتزاز.
ولحل مثل هذه المشكلة بشكل جذري على الأسر التي يتعرض طفلها للابتزاز بشكل عام والأم على وجه التحديد الالتفات إلى مجموعة النصائح الآتية للوقاية من ابتزاز الأطفال في المدارس.
التوعية بحقوق الملكية
على كل أسرة بذل قصارى جهدها في إثارة وعي أطفالها بضرورة المحافظة على أشيائهم الخاصة وحمايتها.
بالإضافة إلى ضرورة التحلي بحكمة التصرف عند معرفة أن طفلها يتعرض إلى عملية ابتزاز من زميل مدرسي أو ما دون ذلك مع ترك المجال له للتعبير عن نفسه وشرح الأمر بحرية دون ضرب أو سب أو لوم.
والتوعية بحقوق الملكية تبدأ عادة بالتربية السليمة والتعريف بأهمية المحافظة على الممتلكات الشخصية وممتلكات الآخرين.
طرح نموذج قدوة مثالي
على الأسرة عامة والأم خاصة أن تكون قدوة مثالية لطفلها ومحاولة سرد أمثلة لمواقف حياتية وطرحها عليه ومناقشته فيها لغرس مبادئ التصرف السليم مع الزملاء وتدريبه على الشجاعة والمواجهة للتصدي إلى التصرفات الشاذة ببسالة.
مقابلة الابتزاز بالدعم
على كل أسرة تقديم الدعم الكافي لطفلها وعدم معاقبته على تعرضه للظلم والابتزاز والاستغلال وخسارة أشياءه الشخصية فالحل المثالي لا يكمن في حرمانه من أشياءه ولكن في مد يد العون له ومساعدته على التصرف بشكل إيجابي.
تعريف الطفل الفرق بين الاستغلال والعطاء
من الضروري كذلك تعريف الطفل الفرق بين أن يكون معطاء يساعد الآخرين وبين أن يتم استغلاله ويتعرض للابتزاز العاطفي لدى الطلبة.
فشتان ما بين العطف على هؤلاء الأطفال الذين يحضرون إلى المدرسة دون أدوات مدرسية أو مصروف يومي لضعف إمكانيات ذويهم المادية وبين هؤلاء الذين لا يملون طلب النقود والإغداق بأدوات طمعًا واستغلالًا فقط.
المتابعة المستمرة مع المسؤولين في المدرسة
فمن الضروري متابعة الأمر مع المسؤولين المتخصصين في المدرسة لمساندة الطفل وتشجيعه على التصدي لاستغلال اقرانه وعدم الخضوع لهم، كما أن الأمر قد يتطلب ضرورة إعلام أهل الطفل القائم بالابتزاز لربما يكون يعاني حالة طبية تستدعي العلاج.
معرفة دوافع الابتزاز
أولى مراحل العلاج تتجسد في تشخيص سبب العلة وذلك عادة ما يتم عن طريق تفاهم أرباب الأسرة مع الطفل الذي يتعرض للابتزاز.
ومحاولة استنباط إذا ما كانت المشكلة تكمن لديه وفي شعوره بالنقص الذي يسمح للآخرين بالتجرؤ عليه أم أنها تكمن في الطفل القائم بالابتزاز ذاته ومن ثم يصبح من السهل رسم إستراتيجية العلاج.
التركيز على مميزات الطفل المُتعرض للابتزاز
سواء كان الشعور بالنقص راسخ لدى الطفل أم أنه وليد أزمة الابتزاز يجدر تقدير احتياج الطفل للحصول على المساندة والدعم وإلقاء الضوء على ما يتمتع به من مميزات وتضخيمها لتعزيز ثقته في نفسه وزيادة دافعيته للتصدي إلى أيّ محاولة ابتزاز مستقبلية.
الابتزاز العاطفي لدى الطلبة
يقصد بعبارة الابتزاز العاطفي لدى الطلبة استعمال الطالب الطرق العاطفية سعيًا لبلوغ هدف محدد أو الحصول على مبتغى ما يريده من طالب واحد أو مجموعة طلاب آخرين ويقابل الرفض تهديد واضح بعدم الحب أو توقيف الدعم العاطفي.
وتشمل صور الابتزاز العاطفي بين الطلاب أمور متعددة، مثل التهديد بالصداقة أو بالعلاقة العاطفية في حالة لم يستجيب الطرف الآخر لما يطلبه القائم بالابتزاز العاطفي.
وقد يتجلى كذلك في إظهار الاستياء وعدم الرضا أو التعبير بالحزن أو الغضب في حالة الإعراض عن تحقيق المصالح الشخصية.
ومن المتوقع أن يؤدي ابتزاز الطلبة العاطفي إلى خلخلة العلاقات بين الطلاب وبعضهم البعض وزيادة الضغط النفسي على الطلاب المستهدفين بالابتزاز.
ومن الضروري توعية الطلاب والمعلمين بشكل أعمق حول ذلك الموضوع وتحفيز الطلاب على الافصاح عن أيّ طلب تحت ضغط أو منافي للرغبات.
وكذلك أيّ محاولات أو شكوك قد تكون ابتزاز عاطفي مع محاولة اتخاذ إجراءات مناسبة ورادعة عند اكتشاف أيّ حالة ابتزاز عاطفي بين الطلاب.
وفي الختام يجدر التأكيد على أن عملية ابتزاز الأطفال في المدارس تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة وسلامة الأطفال.
لما قد تتسبب فيه من تأثيرات سلبية يعانيها الطفل والمجتمع بأسره على المدى الطويل بفعل الابتزاز في المدارس.
لذلك من الضروري أن يحمل الآباء والمعلمين وجميع المسؤولين بالمدارس على عاتقهم أمر فرض الحماية اللازمة على الطفل.
والعمل بجد للتصدي لظاهرة ابتزاز الطلبة في المدارس ومحاولة التحدث باستمرار مع الأطفال حول ما يتعلق بهذه المسألة بصورة واضحة وصريحة.
كما يتعين على الأطفال إدراك مدى أهمية الإبلاغ عن أيّ حالة ابتزاز قد تعرضوا لها، وأن يكونوا على علم ودراية بكامل حقوقهم وطرق الحصول على المساعدات اللازمة.
فالمدرسة لطالما كانت ويجب أن تظل على مر الزمان ملاذ آمن للجميع، ومن الضروري أن يتكاتف الجميع للعمل يدا بيد لتحقيق للوصول إلى هذا الهدف.
تم التحديث في 22 سبتمبر، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني
انا اعمل كمدرسه في مدرسه حكومية ولا امتلك اي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لأتفاجأ
ان طالبه تخربني انها تواصلت بالأمس معي على التويتر وبالفعل قمت بالبحث باسمي لارا هناك
حساب باسمي بالفعل، انا تذهب شكوكي انها احدى الطالبات لكن لا اعلم من، كيف أتأكد من الامر
واغلق هذا الحساب؟