في عصر التطور التكنولوجي والتطورات المتلاحقة في عالم الإنترنت، أصبحت البيانات ذات أهمية كبيرة في حيوات الأفراد والشركات. ومع زيادة كم البيانات المخزنة رقميًا، تزداد احتمالات فقد البيانات وتعرضها للتلف وذلك يعود لعدة أسباب مختلفة ومتنوعة.
وفي ثنايا السطور التالية سوف نستكشف معًا أهم مسببات فقدان البيانات وضياعها ومناقشة إمكانية استرجاعها من عدمه.
أنواع البيانات
تتعدد وتتنوع أنماط البيانات الرقمية لتشمل الآتي:
١. الصور الرقمية
وتتضمن الصور الرقمية مجموعة الصور الفوتوغرافية والرسوم البيانية والمتحركة المخزنة والمحررة بصيغة رقمية سواء JPEG أو، PNG،أو GIF، وما نحوهم.
٢. النصوص الرقمية
وتشتمل المستندات والملفات النصية والكتب الرقمية ورسائل البريد الإلكتروني ومحتويات المدونات التي في الغالب تعد نصوص مكتوبة أو منسوخة بصيغة رقمية.
٣. الملفات الصوتية الرقمية
وتشتمل الملفات الصوتية على أي ملفات صوت بالإضافة إلى برودكاست والمقاطع الصوتية التي تم تسجيلها وتخزينها بصيغة MP3، أو WAV، وما دونهما.
٤. مقاطع الفيديو الرقمية
وتضم قوائم الأفلام والبرامج والمقاطع المُسجلة والمخزنة بالصيغ MP4، AVI، وما نحوهما.
٥. البيانات الرقمية الجغرافية
وتشتمل البيانات الجغرافية الرقمية الخرائط والمواقع والمعلومات الجغرافية المخزنة بصيغة KML،أو GP، وما إلى ذلك.
٦. البيانات الأخرى الرقمية
وتضم نوعيات البيانات العلمية والتاريخية والإحصائية والمالية … إلخ والتي يتم القيام بتحليلها وتخزينها بمختلف الصيغ الرقمية.
ما هو معنى فقدان البيانات؟
يشير فقد البيانات الرقمية إلى خسارة المعلومات المخزنة على الأجهزة الإلكترونية سواء أجهزة كمبيوتر أو هواتف ذكية أو ما دون ذلك من الوسائل الرقمية الأخرى المستخدمة للتخزين.
وهذا ما قد يحدث نتيجة لمواجهة أعطال في هذه الأجهزة، أو حدوث تلفيات في الوسائط، أو التعرض لحذف عرضي أو عمدًا من قِبَل مستخدم آخر مما قد يؤدي إلى ضياع بيانات حساسة أو معلومات مهمة، تتسبب في مواجهة الأفراد والمؤسسات لمشكلات حادة.
هل يوجد فرق بين تلف البيانات وضياعها ؟
بالطبع هناك فرق كبير بين تعرض البيانات الرقمية للتلف أو للضياع، وهذا ما سوف نسعى إلى إلقاء الضوء عليه بإيجاز من خلال السطور التالية:
يشير تلف البيانات إلى تعرّض البيانات المشار إليها إلى التخريب أو التحريف أو حتى الضياع بشكل جزئي، بحيث لا يصبح في الإمكان عودتها إلى ما كانت عليه أو استعادتها بطريقة سهلة.
ومن الممكن حدوث تلف في البيانات بفعل مجموعة من العوامل كالتعرّض لأعطال فنية، مواجهة فيروسات خطيرة وضارة، أو حدوث اختراقات سيبرانية أو نتيجة أخطاء بشرية.
في حين يعني ضياع البيانات الرقمية أن هذه البيانات تم فقدها تمامًا ولا يمكن استعادتها بشتى السبل ومن الممكن أن تواجه البيانات الضياع بفعل مواجهة عوامل شتى مثل التعرض للحوادث الطبيعية، أو السرقة والنهب، ومواجهة حرائق، أو كوارث وما نحوهما.
وهذا ما يفرض على مالكي هذه البيانات سواء كانوا أشخاص حقيقية أو اعتبارية اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الوقائية في سبيل فرض الحماية اللازمة على هذه البيانات والحيلولة دون مواجهة هذه البيانات أي تلف أو تعرض للضياع.
أسباب فقدان البيانات
هناك مجموعة من الأسباب التي من شأنها أن تتسبب في حدوث فقدان للبيانات الرقمية، ومن أبرزها نذكر الآتي:
١- حدوث أخطاء بشرية
من الممكن أن يجري المستخدم حذفًا غير مقصود لبيانات مهمة نتيجة اقتراف خطأ أو إهمال توخي الحذر عند التعامل مع هذه البيانات.
٢- الاختراق الأمني
يمكن كذلك حدوث اختراق أمني لنظام الحفظ والتخزين بهدف تنفيذ مخطط لسرقة البيانات أو التلاعب فيها أو حذفها بإسمي المتسللين.
٣- انهيار أنظمة التشغيل
من المتوقع أن يتسبب انهيار النظام أو القرص الصلب في فقدان البيانات المسجلة عليه.
٤- اصابة الجهاز بفيروس
من المحتمل أن تقوم الفيروسات الخبيثة بإحداث تلف او تشفير للبيانات المحفوظة مما يصعب امكانية استرجاعها.
٥- أعطال الأجهزة
يتم فقد البيانات تزامنًا مع حدوث أعطال في أجهزة التخزين كالأقراص الصلبة أو بطاقة الذاكرة وهو ما يسبب بدوره فقدان هذه البيانات.
٦- تكرار عمليات نقل البيانات
يتسبب نقل البيانات من جهاز لآخر بصورة متكررة في فقدان هذه البيانات وذلك بفعل أعطال عملية النقل.
٧- إهمال إجراء نسخ احتياطي
التهاون في عمل نسخ البيانات المهمة بصورة منتظمة يزيد من احتمالات تعرضها للفقدان.
مخاطر ضياع البيانات
يتسبب ضياع البيانات في مواجهة المستخدم للعديد من المشكلات والمخاطر، والتي نذكر من بينها:
- فقدان بيانات حساسة ومعلومات مهما من شأنها التأثير سلبًا على أمان الأفراد أو المؤسسات.
- التأثير على سمعة واعتبار المؤسسات الصناعية والشركات التجارية وفقدانها للمصداقية وموثوقية العملاء في حال كانت البيانات المفقودة تمس هؤلاء العملاء.
- مواجهة مشكلة انقطاع الخدمة أو تعطل النظم المعتمد عليها يوميًا.
- تعرّض العلامات التجارية للمساءلة والعقوبة القانونية في حين ثبت تعاملها بصورة غير ملائمة مع بيانات العملاء الحساسة.
- فقدان فرص اللحاق بسباق المنافسة والإخفاق في تحقيق الأهداف المنشودة والالتزام بالخطط والاستراتيجيات المرسومة.
- تكبد المزيد من الأعباء المالية نتيجة الالتزام بتكاليف الاستعادة والإصلاح وإعادة الهيكلة، مما يتسبب في خسائر مالية فادحة.
حلول استرجاع البيانات المفقودة
عند التفكير في حل مشكلة ضياع البيانات فهناك مجموعة من الحلول التي يمكن اتباعها في سبيل استرجاع البيانات الرقمية المفقودة، ويشتمل بعضها على:
- استعمال البرامج المتخصصة والموثوقة في استعادة البيانات المفقودة والتي يمكن أن نجدها في متاجر شتى أنواع أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
- تلقي الدعم من الخدمات المهنية الاحترافية الخاصة بعمليات الاسترجاع والتي قد تقدمها بطرق فعالة ومضمونة شركات استرجاع البيانات المتخصصة.
- اللجوء إلى النسخ الاحتياطية المحفوظة بصفة متكررة على شبكة الإنترنت أو على مختلف وسائط الآخرين الخارجية كالفلاش ميموري أو الهارد ديسك.
- استشارة خبراء ومتخصصي مجال استرجاع البيانات للتمكن من الحيلولة واستعادة البيانات بنجاح.
ومن الضروري تذكر مدى أهمية اتباع الإجراءات الوقائية تجنبًا لفقدان البيانات المهمة، والوقاية دائما خير من العلاج.
الوقاية وكيف تتجنب فقدان البيانات (DLP) مستقبلًا
يتطلب أمر تجنب التعرّض لفقدان اتباع مجموعة من التدابير الوقائية، وذلك عبر تنفيذ نظام مدروس لإدارة وحماية البيانات (DLP)، بحيث يستهدف منع تعرّض هذه البيانات للفقدان والمحافظة عليها قدر الإمكان، وإليك فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها في سبيل ذلك:
- تعزيز سياسات الخصوصية والأمان لحماية البيانات من التسرب.
- توعية الموظفين بمدى أهمية المحافظة على البيانات وتدريبهم على كيفية التعامل معها بحرص.
- استخدام التقنيات المتطورة للحماية كالتشفير، والفحص الضوئي، ومراقبة الوصول.
- تقييم مستوى الأمان بصفة دورية لتحديد الثغرات ومعالجتها منعا التعرض البيانات للفقدان.
- الاستعانة بالخدمات المتخصصة لإدارة حماية البيانات (DLP) التي بمقدورها توفير حلول إبداعية متكاملة لمنع فقدان البيانات مستقبلًا والامتثال قدر الإمكان لقوانين ولوائح حماية البيانات.
باختصار، من الممكن تجنب التعرض في المستقبل لفقدان البيانات عبر اتباع إجراءات وتدابير الأمان الوقائية وتحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات DLP لحماية البيانات وحفظها بصورة آمنة.
يجب علينا جميعًا توخي الحذر بالقدر الكافي عند التعامل مع البيانات الرقمية الحساسة تجنبًا لتعرضها للضياع والفقدان، ومواجهة صعوبة استرجاع هذه البيانات مرة أخرى، والمبادرة لطلب الدعم من الشركات المتخصصة في الاسترجاع لتلقي المساعدة اللازمة وامتلاك الفرصة لاستعادتها مبكرا قدر الامكان لضمان سلامة البيانات الخاصة بك.
تم التحديث في 30 أغسطس، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني
شكرا للجهود المبذولة من بصمة أمان وهي أسم على مسمى بحسب تجربتي الأولى معهم
موفقين بحول الله والى الامام في خدمة المواطن والمقيم ان شاء الله