في عصر التطور التكنولوجي أصبحت التهديدات السيبرانية والهجمات الإلكترونية الموجهة ضد الأفراد والمؤسسات تمثل تحديًا من التحديات الأكثر تعقيدًا على المستويين الدولي والإقليمي.
حيث سرعان ما تتطور مثل هذه الهجمات من حيث أنواعها والأدوات المستخدمة لاتمامها، ومن خلال هذا المقال سوف نكشف ما هو الهجوم السيبراني وما هي أهم وأشهر أنواع التهديدات السيبرانية مع عرض آليات الحماية من الهجمات السيبرانية.
ما هي التهديدات السيبرانية ؟
تعرف التهديدات السيبرانية بوصفها أنشطة تنطوي على مخاطر وأضرار يواجهها مستخدمي شبكة الإنترنت بشكل عام سواء كانوا أفرادًا أو جماعات أو مؤسسات.
وهذه المخاطر عادة ما تستهدف تعطيل النظم الحاسوبية أو الوصول الغير مصرح به إلى البيانات والمعلومات المسجلة عليها لتحقيق أغراض تخريبية من سرقة أو تلاعب أو تجسس أو احتيال أو اختراق أو ما دون ذلك، وهو ما يستوجب اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لفرض أقصى حماية ممكنة في مواجهة التهديدات السيبرانية.
ومن الجدير بالذكر أن القوانين تحرص على حظر مثل هذه الأنشطة الغير مشروعة وتعاقب عليها بشدة في محاولة للقضاء على الظاهرة وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين لمجتمع آمن وخالي من الهجمات السيبرانية.
أنواع التهديدات السيبرانية
تعد الهجمات السيبرانية من المخاطر الحقيقية بالغة الأثر في العالم الرقمي، والتي يترتب عليها بمختلف أنواعها آثارا سلبية للمستخدمين حول العالم، ومن أشهر الهجمات السيبرانية نذكر ما يلي:
١. البرمجيات الخبيثة (Malware Attacks)
ويمكن اعتبار هذا النوع من التهديدات السيبرانية هو الأكثر انتشارًا وضررًا مقارنة بالأنواع الأخرى، ومن بين تلك الهجمات أحصنة طروادة والهجمات الفيروسية وغيرها من الهجمات التي تستخدم بهدف الوصول غير المسموح به لمختلف النظم والأجهزة بهدف القيام بتدميرها أو سرقتها مما يتطلب العمل على إجراء تحديثات الأمان وتثبيت برامج مكافحة الفيروسات بصفة منتظمة للحماية منها.
٢. هجمات التصيد (Phishing Attacks)
ويقوم هذا النوع من الهجمات على محاولة استغلال الثغرات الأمنية في التلاعب بالضحايا بهدف الحصول على بيانات ومعلومات ذات طبيعة حساسة وسرية باستخدام اتصالات هاتفية أو رسائل بريدية مزيفة.
ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الهجمات نذكر الهندسة الاجتماعية والتصيد الاحتيالي، مما يفرض على الأفراد والمؤسسات توخي الحذر الشديد في التعامل مع مختلف الجهات واتباع كافة التدابير الأمنية لتجنب السقوط في شراك مثل هذه الهجمات الدنيئة.
٣. هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS)
يتم استعمال هجمات ديدوس ومثل هذا النوع من الهجمات عموماً لتلبية الرغبة الملحة في القيام بتعطيل السيرفرات وأخلاقها في الاستجابة لطلبات المستخدمين الحقيقيين وذلك عن طريق خلق شبكة وهمية من الطلبات للضغط على الخادم ومن ثم تعطيل الخدمة.
وهذا ما يتطلب تدخل سريع من الجهة المستهدفة ومحاولة إيجاد حلول عملية في مواجهة مثل هذه الهجمات والسيطرة عليها.
٤. الهجمات الانتحالية (Identity Theft)
وعادة ما تستهدف الهجمات الانتحالية سرقة الهوية واستخدام الهويات والأرقام السرية المسروقة في إتمام مخططات الاحتيال المرسومة سلفًا.
ولاتخاذ التدابير اللازمة للحماية من الوقوع في فخ الهجمات الانتحالية يتعين على الأفراد العمل على اتباع نصائح الأمان لحماية معلوماتهم والتكتم على بياناتهم وعدم نشرها وتداولها بأيّ حال من الأحوال عبر الإنترنت وتوفير الحماية المضاعفة لحساباتهم الشخصية عبر تعيين كلمات مرور قوية وتثبيت وتحديث برامج مكافحة الفيروسات.
مخاطر التهديدات السيبرانية
هناك العديد من مخاطر التهديدات السيبرانية على الحكومات والشركات والأفراد ولعلنا نعد المخاطر التالية من أبرزها:
- الوصول غير المصرح به إلى المعلومات الحساسة والبيانات الشخصية مثل معلومات بطاقات الائتمان والبيانات الشخصية وما إلى ذلك وتسريبها.
- انتهاك الخصوصية والتعرض للتجسس ورصد مختلف الأنشطة الشخصية والعملية والعلمية.
- اختراق أنظمة الشركات والمؤسسات وإلحاق الضرر بها من خلال اختراق أنظمتها وسرقة معلومات حساسة قد تعرضها لخسائر مادية فادحة وتؤثر سلبًا على سمعتها التجارية.
- الاستيلاء على الشبكات والأجهزة الشخصية وإتلاف ما بها من بيانات أو سرقة ما عليها من معلومات عبر تثبيت البرامج الخبيثة والفيروسات الضارة.
- التعرض للقرصنة المالية والقيام بعمليات احتيال مادي عبر شبكة الإنترنت.
- انقطاع الخدمات وعرقلة التواصل الهاتفي وعبر شبكة الإنترنت والشبكات اللاسلكية بسبب هجمات التشويش وانقطاع الخدمة التي يمارسها المجرمين.
- سرقة براءات الاختراع والمعلومات الحساسة من كبرى الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية واستخدامها بطرق غير مشروعة.
- تعطيل الخدمات العامة وإحداث حالة من الفوضى الأمنية.
وفي سبيل التعامل مع مثل هذه المخاطر يتعين على الحكومات والمؤسسات والأفراد اتخاذ التدابير اللازمة لتطوير الاستراتيجيات الأمنية الفعالة والتوعية بأفضل الممارسات المتقدمة التي من شأنها توفير الحماية من الوقوع في الهجمات السيبرانية والعمل على تحديث البرامج والنظم الأمنية بصفة منتظمة.
طرق التصدي للهجمات السيبرانية
في حال أنك قد قمت بتطبيق كافة الإجراءات التي من شأنها حمايتك من الوقوع في فخ الهجمات السيبرانية يمكنك توفير الحماية من التهديدات السيبرانية ومن هذه الإجراءات نذكر:
- الامتناع عن التردد على المواقع الإباحية وتصفح المحتويات التي قد تصلك من أشخاص مجهولين.
- لا تهمل تعيين كلمات سر قوية ومختلفة لشتى حساباتك الإلكترونية بحيث يصعب تخمينها أو الوصول إليها بأي حال من الأحوال.
- عدم قبول صداقات الأشخاص المجهولين.
- الحرص على تفعيل وتحديث نظم الحماية الإلكترونية على جميع أجهزتك.
- حاول أن لا تحتفظ بصور ومقاطع شخصية سرية أو ذات طبيعة حساسة على أجهزتك الخاصة حتى لا تتعرض للسرقة أو التسريب.
- عند استشعار التعرض لهجمة سيبرانية يتعين عليك المبادرة بالتواصل مع أحد الجهات المختصة لتلقي الإرشادات اللازمة لحل القضية في أسرع وقت بشكل عملي.
- أحتفظ بنسخة من جميع ملفاتك المهمة في مكان آمن غير متصل بشبكة الانترنت ومحمي بكلمة سر قوية.
- التثقيف والقراءة لزيادة الوعي بآليات الحماية من التعرض الهجمات السيبرانية والطريقة المثالية للتعامل معها في حالة حدوثها فعليا.
ولا تنسى أنه في حالة نجاح الشخص في الإلمام بخبايا العالم الرقمي كلما ازداد وعيه بكيفية الحماية من التحديات والمخاطر التي تواجهه فيه واتقان التصدي لها بمنتهى الحكمة والذكاء.
وختاماً، يمكن القول أن الهجمات السيبرانية بشكل عام أكثر قابلية للتطور والتعليم بمرور الوقت، وهذا ما يفرض على الأفراد والمؤسسات ضرورة الوعي بهذه الهجمات وآلياتها المختلفة لإتقان استخدام أفضل طرق الحماية والمواجهة المتاحة والتمكن من التصدي لها بالشكل المثالي.
بالإضافة إلى اعتماد الاستراتيجيات الدفاعية السيبرانية المناسبة التي تتيح للأفراد والمؤسسات حماية أنظمتهم ومعلوماتهم وبياناتهم من مخاطر الهجمات السيبرانية المتنوعة واتباع تدابير الأمان لتعزيز الحماية الشخصية ومواجهة الهجمات السيبرانية على السعودية متمثلة في مجموعة المواطنين والمقيمين بالإضافة إلى المؤسسات والحكومات ليعم الأمان والسلام العالم الافتراضي والمجتمع الحقيقي .
تم التحديث في 30 أغسطس، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني