ابتزاز بيتكوين أو الاحتيال عن طريق العملات الافتراضية انتشر وزاد في هذه الآونة، حيث لاقت العملات الافتراضية رواجًا كبيرًا في العقود الأخيرة الماضية وهذا ما أتاح بدوره فرص عديدة من أجل القيام بمضاربة فيما يخص أسعار السوق أمام المتداولين.
ومن الجدير بالذكر أن هناك سمة أساسية مشتركة بين مختلف العملات الافتراضية ألا وهي اتصالات جميعًا واللامركزية بمعنى أنها غير مدعومة من البنوك المركزية ولكنها تدعم من قِبَل مستخدميها.
وبالتالي لا تخضع لسيطرة أيّ جهة رسمية، إلا أنها قابلة للبيع والشراء من خلال البورصات الرقمية بالإضافة إلى أنها تحفظ في محافظ إلكترونية.
ويتم تضمين جميع معاملاتها في سجل يعرف بتقنية بلو كيتشين والتي تعتبر بمثابة قاعدة عامة للبيانات تنطوي على كافة المعاملات الرقمية.
و للتعرف على ماهية العملات الرقمية بشيء من التفصيل عليك متابعة قراءة السطور التالية …
ما هي العملات الافتراضية؟
تُعرّف العملات أو الأموال الافتراضية بوصفها عملة إلكترونية لا تخضع لقانون يقوم مطوريها بإصدارها والتحكم الكامل فيها وبالتالي يتجهون لاستخدامها ويقبل التعامل عن طريقها أعضاء المجتمع الافتراضي الإلكتروني.
ويمكن القول باختصار شديد أنها عبارة عن تعبير تقني عن قيمة لا يعتبر نابعًا عن أيّ مصرف مركزي ولا يرتبط في الأساس بعملة بعينها إلا انها معمول بها كآلية للدفع بالنسبة لبعض الجهات سواء الطبيعية أو القانونية عوضا عن العملات التقليدية وتعد خاضعة مثلها للتخزين والنقل والمضاربة.
ومن أشهر الأمثلة على العملات الإفتراضية البيتكوين، والبيتكوين كاش، والليتكوين، والإيثريوم، والريبل، والداش، لا أن الأكثر رواجًا وتداولًا على الإطلاق هي البيتكوين نظرًا لِمَا تتمتع به من نظام قوي يخفي جميع البيانات والمعلومات الشخصية وبالتالي يصعب خضوعه للتتبع إلى جانب عدم وجود نص صريح يجرم استعمالها سوى في روسيا والأرجنتين وتايلاند.
وانطلاقًا من هنا تم اعتبار العملات الإفتراضية مستودع الجرائم التقنية، ولاسيما جرائم الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، نتيجة استغلال المنحرفين السرية التامة لهذه العملات التي تتآلف من حروف وأرقام ومطالبة المُتعرضين للاحتيال أو الابتزاز الإلكتروني باعتمادها كوسيلة دفع أساسية يصعب قانونًا تتبعها.
ما هي عملة البيتكوين؟
تعتبر البيتكوين واحدة من العملات الافتراضية والتي تتمتع بدرجة أمان عالية نابعة عن التشفير، حيث لا وجود حقيقي أو ملموس لها في الواقع.
وترجع بداية التعامل بالبيتكوين إظهارها بالأساس لعام ٢٠٠٩ تحديدًا بواسطة شخصية مجهولة وغامضة تدعى “ساتوشي ناكاموتو” للاستخدام في الدفع مقابل العمليات الغير خاضعة لأيّ رقابة حكومية.
وتتميز بيتكوين إلى جانب عدم خضوعها لجهة مركزية، بامتلاك رسوم أقل للمعاملات مقارنة بغيرها من سبل الدفع الالكترونية التقليدية.
ورغم أنها تعد عملة غير معترف بها في الغالبية العظمى من دول العالم بحيث لا تعتبر عملة رسمية أو قانونية إلا أنها تحظى بجماهيرية كبيرة وشعبية واسعة في مختلف أرجاء العالم ويسند إليها الفضل في ظهور ما يعرف بالعملات الافتراضية بشكل عام.
عمليات الابتزاز الإلكتروني وتحويل البيتكوين
أسهمت شعبية بيتكوين والاتجاه عالميًا نحو الاستثمار فيها وتداولها على نطاق واسع في جعلها وسيلة دفع جديدة وأثيرة لمختلف عمليات الابتزاز الإلكتروني.
فلم يغفل مقترفي الجرائم الإلكترونية فارق السعر الكبير في صرف عملات بيتكوين مقارنة بغيرها من العملات الرقمية الأخرى.
حيث حرص القراصنة والمتطفلين على الاتجاه منذ بداية نشأة بيتكوين وانتشارها عالميًا وحتى الآن اتجه القراصنة لاستعمالها لتيسير مخططاتهم وعملياتهم ومطالبة المُتعرضين للاحتيال أو الابتزاز الإلكتروني بدفع مبالغ طائلة مقابل التحرر من برامج الفدية الضارة والخبيثة.
وذلك عبر حسابات خاصة بهذه العملات الرقمية، وهذا بدوره أدى إلى ارتفاع قيمتها بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى الميزة الفريدة التي تتمتع بها بيتكوين وغيرها من المحافظ التي تخص مختلف العملات الرقمية من إخفاء هوية القائم بالتعامل على عكس العمليات المصرفية الأخرى ذات النمط التقليدي.
تحويل أموال الابتزاز عن طريق الويسترن يونيون
لماذا ويسترن يونيون بالتحديد لتحويل أموال الابتزاز الإلكتروني؟
يطالب أغلب مجرمي الابتزاز الإلكتروني ضحاياهم بتحويل الأموال عبر ويسترن يونيون تحديدًا، ويعتبر ويسترن يونيون يستخدم في تحويل الأموال ويسهل آلية الحصول عليها دون حاجة لوجود رقم حساب مصرفي.
ومن المتوقع خلال عملية التحويل أن يبلغ المجرمين المُتعرضين للابتزاز الإلكتروني بأسمائهم الحقيقية أو أنهم يكتفون بإعطائهم مجرد أسماء ثنائية لأجل لإتمام عملية التحويل.
وعلى الرغم من محاربة بنك ويسترن يونيون أنماط الجرائم من مثل هذا النوع والاتجاه إلى حظر أرقام وأسماء القائمين بعمليات مصرفية مشابهة إلا أنه قد نجح العديد من المجرمين التقنيين في ذل أقدام الكثيرين في معاملات مالية مشبوهة.
ومن ضمن أبرز الدوافع وراء اللجوء لاستخدام ويسترن يونيون أيضًا هو التواجد والانتشار في عدة مواضع مختلفة ضمن حدود المدينة الواحدة من خلال عدة أفرع جاهزة لعمليات استقبال وارسال الأموال.
خطورة العملات الافتراضية
تعتبر العملات الافتراضية المشفرة من الأمور الأكثر شيوعًا في الفترة الراهنة إلا أنها لا تزال وليد في المهد، والاستثمار فيها يعد فعل محفوف بالتحديات ومجازفة كبيرة.
فعلى الرغم مما حققته من نجاح كبير كانت دائما هناك مخاطر كبيرة ناجمة عن استخدامها وهذا ما يعزى إلى التقلبات الشديدة التي تطرأ بشكل ملحوظ على قيمتها خلال فترة وجيزة.
فمن الصعب جدًا تتبعها وفرض الحماية على الأجهزة الخاصة لمستخدميها وكذلك فقد مختلف الجهات القدرة على التحكم في سوقها والسيطرة عليها.
ومن ثم يعد التداول فيها مجازفة بثروات المواطنين بمنأى عن الإطار الرسمي في التعامل إذ أنها لا تتجاوز كونها استراتيجية عالية التنظيم تتجه لاستعمال التكنولوجيا في التعدي على أموال الأفراد ونهبها.
تم التحديث في 22 سبتمبر، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني