يتم الابتزاز الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت أما الغير الكتروني فيتم وجهًا لوجه، ويشمل الابتزاز عامة مساومة دنيئة حول الإفصاح عن أسرار أو محتويات أو معلومات تخص شخص آخر.
إن جريمة الابتزاز تعد واحدة من أكثر أنماط الجرائم المنتشرة في الآونة الأخيرة خطورة و ازعاجًا، إذ يتجه القائم بالابتزاز الإلكتروني بمقتضى جرائم الابتزاز إلى إجبار شخص على فعل أمور أو الامتناع عنها عنوة مقابل الحفاظ على سرية محتويات نصية أو مرئية أو مسموعة تتعلق به أو بذويه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر والامتناع عن انكشافها.
وبالتالي يمكن اعتبارها من أنماط الجرائم التي تستهدف الضغط على النواحي المعنوية والنفسية لشخص إلى جانب الخسائر المادية.
وتبث بداخله الخوف والفزع ولاسيما أنها جريمة لا تعترف بوجود زمان أو مكان، فلا يهمها أن ينتمي الجاني والمجني عليه بدول متباعدة أو قارات متباينة.
أو إن كانت العلاقة بينهما في إطار المجتمع الحقيقي أو العالم الافتراضي، فالهدف عادة ما يكون واحد والنتيجة في الغالب واحدة.
فلا خلاف على أن القائم بالابتزاز الإلكتروني يستهدف ترويع شخص لاجباره على الرضوخ حيال ما لا يرضى أو يطيق بالفعل أو الامتناع، ولكن ما قد يختلف في الأمر الطريقة والأدوات المستخدمة.
وجدير بالذكر اننا سوف نلقي الضوء من خلال سطور هذا المقال على تعريف جريمة الابتزاز على وجه العموم والتمييز بين أنواعه وتوضيح أضراره و مخاطره مع سرد أمثله عليه والتركيز بصفة خاصة على التفرقة ما بين الابتزاز الإلكتروني و الابتزاز غير الإلكتروني.
مفهوم جريمة الابتزاز
يتلخص تعريف جريمة الابتزاز على وجه العموم في أنها تعني بشكل عام تلك الجرائم التي يتجه القائم بالابتزاز الإلكتروني فيها للحصول على سد حاجة مادية أو معنوية أو تلبية رغبة مشروعة أو آثمة بواسطة شخص مسلوب الإرادة في ذلك.
حيث أن هذا الشخص عادة ما يكون مجرد خاضع مرغم دون ترحيب أو حتى مجرد القبول ولكنه ملبي تحت ضغط إفشاء خباياه هو أو أيّ شخص غيره ممن يهمه أمرهم والسماح بنشرها وتداولها بين العامة.
ومن الجدير بالذكر أن الخبايا والأسرار بحوزة القائم بالابتزاز الإلكتروني قد يكون حصل عليها بطريقة مشروعة وطبيعية أو دون ذلك من أجل استخدامها في الابتزاز الإلكتروني.
أنواع الابتزاز
أ. الابتزاز الإلكتروني
الذي يمكن تعريف بوصفه عملية ابتزاز يمكن حدوثها عن بعد عبر شبكة الإنترنت باستخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية والتكنولوجية النقالة والثابتة.
ويتجه القائم بالابتزاز الإلكتروني بمقتضاه إلى استغلال التقنيات العصرية والتطور التكنولوجي في تنفيذ مخططاته الإجرامية متعديًا بذلك على الثقة المخولة إليه من قِبَل المُتعرض للابتزاز الإلكتروني أو منتهزًا مدى جهله بالتعامل على نحو مثالي مع التكنولوجيا.
ب. الابتزاز غير الإلكتروني أو التقليدي
ويعرف كونه أيّ عملية ابتزاز لا تدخل التكنولوجيا في أيّ من مراحلها أو خطواتها، ويعد من أنماط الجرائم الموجودة على الساحة ولكن ليس بقوة وانتشار نظيره الإلكتروني الذي يعد أكثر وسيلة يحقق بها القائم بالابتزاز الإلكتروني مساعديه وأعراضهم الدنيئة دون التخوف من فضح أمره وانكشاف هويته.
وذلك على عكس الابتزاز الإلكتروني العابر للحدود والقرارات والذي يسمح للقائم بالابتزاز الإلكتروني باتقان إخفاء هويته وعدم ترك أي آثار يسهل تقفيها في سبيل كشف هويته أو إثبات اقترافه للجرم.
مخاطر وأضرار جريمة الابتزاز
يصعب رصد كافة الأضرار والمخاطر التي قد تنجم عن التعرض لجرائم الابتزاز بشتى أنواعها في مجموعة محدودة من النقاط، لما لها من تداعيات بالغة الأثر على كافة مناحي الحياة إلا إنه يمكن اختصار تبعات الجرم وأبرز مخاطره فيما يلي:
الخسائر المادية
وتتمثل في خسارة الأموال والممتلكات نتيجة التعرض لعملية الابتزاز الإلكتروني و الابتزاز غير الإلكتروني وخضوع المُتعرض للابتزاز الإلكتروني للتهديد بالكشف عن أسراره وخفاياه ونشر محتويات تخصه هو أو أحد المقربين في حالة أعرض عن دفع فدية مالية محددة.
الأضرار الأخلاقية
وتتمثل هذه الأضرار في أن عملية الابتزاز في حد ذاتها تمثل انتهاكًا واضحًا للأخلاق العامة والقيم الإنسانية، إذ يتم استغلال المُتعرض للابتزاز الإلكتروني وتهديده بالكشف عن معلوماته الحساسة أو نشر محتويات خاصة به مقابل استغلاله في تلبية رغبات القائم بالابتزاز الإلكتروني وخدمة أهوائه ومصالحه.
المساس بالحياة الاجتماعية
فقد كان ولا يزال إلى اليوم أن لجرائم الابتزاز تداعيات خطيرة على الرباط الأسري وقدرة بالغة على إحداث التصدع والتدمير للعلاقات الاجتماعية.
حيث الطلاق والتفكك والتشريد والتسريح والضرب والسب نتيجة التعرض لفضائح الابتزاز سواء كان المُتعرض للابتزاز الإلكتروني فعلًا مذنب أو معصوم.
بالاضافة إلى أن المساس بالحياة الاجتماعية يتضمن أيضًا جميع ما قد يصيب المُتعرض للابتزاز الإلكتروني من عزلة اجتماعية وهدد للكيان الأسري ووصمة اجتماعية ومن ثم ينجم عنه فقدان الثقة في الذات والآخر والشعور بالاغتراب.
الأضرار السيكولوجية
فقد يؤدي التعرض للابتزاز إلى أضرار جسيمة من الناحية النفسية حيث التعرض للضغط والتهديد الذي يصيب المُتعرض للابتزاز الإلكتروني لا محالة بالاكتئاب والاضطراب.
ويتسبب بشكل ما في حدوث اضطراب وقلق نفسي نتيجة لاستمرار التعرض لبشاعة القائم بالابتزاز الإلكتروني فترات طويلة من الزمن.
وهذا ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات الانتحار خوفًا مما قد ينجم من تسرب المحتوى الابتزازي أو عدم تحمل التعرض المستمر لضغط المجرم ومواجهة صعوبات وتحديات في تلبية متطلباته.
تهديد السلامة والأمن العام
ويمكن اعتبار الابتزاز تهديد واضح للسلامة العامة والأمن حيث سعي القائم بالابتزاز الإلكتروني بشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة لمعرفة تفاصيل شخصية تخص الأشخاص واستخدامها في مساعيه وخدمة نواياه الدنيئة.
مما قد يدفع هؤلاء الأشخاص لاقتراف أنماط مختلفة من الجرائم سواء لتنفيذ مطالب القائم بالابتزاز الإلكتروني أو حتى لإسكاته وإخفاء معالم الواقعة برمتها كالسرقة والقتل وغيرها من الجرائم.
وعلى الرغم من التعرض لجميع ما سبق من أمثلة حول أضرار ومخاطر الابتزاز إلا أنه يجدر ذكر أن أضرار الابتزاز الإلكتروني و الابتزاز غير الإلكتروني قد تكون متنوعة ومتشعبة طبقًا لطبيعة الجرم وقوته، ومن ثم فإن التوعية بأساليب الوقاية لابد وإن تكون من بين أهم الأولويات.
أمثلة على جرائم الابتزاز
ومن بين الطرق المتبعة من قِبَل مجرمي الابتزاز ومحترفيه للإيقاع بالأشخاص نذكر أمثلة عليه على النحو التالي:
- تهديد القائم بالابتزاز الإلكتروني الآخرين بالكشف عن أسرارهم وخباياهم لأفراد عائلاتهم أو أصدقائهم إذا لم يتبعوا شروطه.
- قيام رب العمل بتهديد الموظفين فيما يُسمى الابتزاز الوظيفي مثل التهديد بالفصل من العمل في حال لم يلبوا مطالبه أو لا يمنحوه بعض الخدمات الشخصية التي في الغالب قد تكون لا إنسانية أو لا أخلاقية كأن يستغلهم في فترة دوام أطول أو مطالبة أحد الموظفات بإشباع احتياجاته الجنسية.
- وقد تستخدم الصور الفوتوغرافية والمقاطع المرئية والمسموعة في ابتزاز الآخرين فيما يُسمى ابتزاز الصور والفيديوهات، حيث يقوم القائم بالابتزاز الإلكتروني بالتقاطها أو الحصول عليها لاستخدامها في تهديد شخص وممارسة الابتزاز عليه.
- وتشمل كذلك الأمثلة على الابتزاز تهديد الآخرين بالكشف عن أسرارهم الشخصية إلى شركاء حياتهم، أو الوشاية بهم لرؤسائهم في العمل، حيث يهدد الموظف زميله بالكشف عن ما قد ارتكبه من اختلاسات أو تلقاه من رشاوى في حال لم يتقاسم معه المال أو يزوجه اخته على سبيل المثال.
وفي النهاية يجدر التنويه على ضرورة توخي الحذر من تلك الممارسات الخبيثة، التي تشكل بدورها ضغطًا على الآخرين من المحتمل أن يؤدي بهم إلى التعرض لعواقب وخيمة جزائية أو تأديبية.
والخلاصة أنه عند الوقوع في أيّ نوع من أنواع الابتزاز سواء كان ابتزاز إلكتروني أو من النمط التقليدي يجب اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة على سبيل المواجهة والتصدي لمثل هذه الجريمة.
حيث يمكن التواصل مع الجهات الحكومية الرسمية المختصة داخل حدود دولتك لتلقي الدعم و المساعدة اللازمة.
بالاضافة إلى امكانية الاستعانة بفريقنا المتخصص الذي يسعده تقديم الإرشادات والاستشارات اللازمة على مدار الساعة.
وختامًا، نذكرك إذا تعرضت لابتزاز الكتروني أو غير الإلكتروني أن لا تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا لحماية نفسك وضمان حقوقك.
أسئلة هامة
الابتزاز الإلكتروني يشير إلى استخدام التهديدات والضغوط عبر وسائل الاتصال الإلكترونية للحصول على مكاسب مالية أو تحقيق أهداف شخصية على حساب الفرد.
ويمكن أن يتضمن الابتزاز الإلكتروني تهديدات بنشر معلومات شخصية أو محرجة أو مطالبة بمبالغ مالية معينة أو سرقة معلومات هوية الفرد أو التهديد بتعطيل أنظمة الكمبيوتر.
وتعتبر حوادث الابتزاز الإلكتروني جرائم وتستدعي تدخل القانون لحماية الأفراد المتأذين، فقد يتعرضون للإهانة والتشهير العام، وقد يفقدون سمعتهم الشخصية أو المهنية وقد يتعرضون للضغط النفسي والمالي.
ومن الأشكال المختلفة للابتزاز الإلكتروني قد تشمل الاعتداء على خصوصية الأفراد عبر نشر صور أو مقاطع فيديو حساسة والتهديد بكشف أسرار شخصية أو مهنية وتهديد بإيقاف خدمات الشبكة أو تعطيل أنظمة الكمبيوتر، والتلاعب بالمعلومات الشخصية والمالية.
ومن أمثلة الابتزاز الإلكتروني المعروفة تشمل سرقة البيانات حيث يتم اختراق أنظمة الكمبيوتر وسرقة معلومات حساسة مثل بيانات البطاقات الائتمانية أو معلومات الدفع ومن ثم يتم مطالبة الضحية بدفع فدية لاستعادة هذه المعلومات.
كما يشمل الابتزاز الإلكتروني أيضًا الهجمات على المؤسسات والشركات، حيث يتم تهديدها بالكشف عن ثغرات أمنية أو نشر المعلومات السرية إلا إذا دفعت مبالغ مالية ضخمة.
في حالة تعرضك لابتزاز إلكتروني يجب الاتصال بالجهات المختصة أو مختصين أمنيين والتعاون معهم في جمع الأدلة اللازمة للمساعدة.
الابتزاز والتهديد هما مصطلحان مختلفان تستخدمان لوصف سلوكيات مختلفة، على الرغم من أنهما قد يترابطان في بعض الحالات.
الابتزاز يشير إلى استخدام التهديد أو الضغط على شخص ما لتحقيق هدف معين، عادة عن طريق المال أو المعلومات الحساسة وينطوي على تهديد الضحية بإفشاء معلومات سلبية أو حساسة عنها أو إيذائها بطرق مختلفة إذا لم تتوافق مع مطالب المعتدي يتم استخدامه للحصول على مكاسب مالية أو سيطرة على الضحية أو لتحقيق أهداف شخصية أخرى.
التهديد يشير إلى إبداء نية أو قصد لإلحاق الأذى بشخص ما بطرق معينة ويمكن أن يكون التهديد عبارة عن وعيد بإحداث ضرر جسدي أو مالي أو اجتماعي أو عاطفي وقد يستخدم التهديد كوسيلة لتحقيق هدف معين أو للتأثير على سلوك الشخص المستهدف.
يمكن أن يترابط الابتزاز والتهديد في حالات الابتزاز، حيث يتم استخدام التهديد كوسيلة لتحقيق الابتزاز، على سبيل المثال في حالة الابتزاز المالي يهدد المعتدي الشخص بنشر معلومات حساسة أو تسبب الضرر لها إذا لم يتم دفع مبلغ مالي محدد.
تتنوع أسباب الابتزاز الإلكتروني وفقًا لطرق تنفيذه وأهدافه ومن بين الأسباب الشائعة، الحصول على المال، سرقة الهوية، الابتزاز العاطفي، التشهير والإساءة، الانتقام والحقد.
يمكن إثبات الابتزاز من خلال جميع الأدلة الرقمية والتوثيق المتعلق بالاتصالات والمراسلات الإلكترونية والرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو، وتوثيق الحوادث وتسجيل التواريخ والأوقات والتهديدات يمكن أن يثبت حالة الابتزاز من الضروري الاستشارة القانونية للحصول على التوجيه المناسب.
يتسبب الابتزاز الالكتروني في العديد من الأضرار والتأثيرات السلبية على الافراد، ويؤثر على صحتهم النفسية ويسبب القلق والاكتئاب ويؤثر أيضًا على حياتهم الاجتماعية والمهنية حيث يفقدون الثقة ويتعرضون للتشهير وفقدان سمعتهم. وبالإضافة إلى ذلك يتسبب الابتزاز الإلكتروني في خسائر مالية كبيرة وينتهك خصوصيتهم، هذه الأضرار تجعل من الضروري مكافحة الابتزاز الإلكتروني وحماية الأفراد منه عن طريق تعزيز الوعي وتعزيز الأمان الرقمي.
نعم، يُعتبر تهديد شخص بنشر معلومات خاصة عنك إلا إذا قمت بفعل ما يريد ابتزازًا. وفي مثل هذه الحالات يتلاعب المهاجم بالخصوصية الشخصية لفرض إرادته عليك، مما يعد سلوكًا غير أخلاقي وغالبًا ما يكون غير قانوني.
ومن المهم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات إلى السلطات المختصة واتخاذ الخطوات الضرورية لحماية نفسك ومعلوماتك الشخصية، لذلك استشر محاميًا للحصول على نصيحة قانونية حول الإجراءات الممكن اتخاذها في حالة تعرضك لابتزاز.
نعم، يمكن التعرف على مؤشرات الابتزاز الإلكتروني المحتملة لتعزيز الوقاية، يتضمن ذلك مراقبة رسائل البريد الإلكتروني غير المعتادة أو التي تحتوي على طلبات مالية، والانتباه لفخ التصيد الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويفيد أيضًا فحص المرفقات قبل فتحها، وتحديث برامج الحماية واستخدام التحقق الثنائي عند توفره.
نعم، تتجه طرق الابتزاز الإلكتروني إلى التطور باستمرار وأحدث التقنيات تشمل استخدام تقنيات التصيد الاجتماعي المتقدمة، حيث يحاول المهاجمون محاكاة رسائل أو مواقع ذات مصداقية لاستغلال الثقة.
كما يزداد استخدام برامج الفدية بشكل متقدم، حيث يتبنى المهاجمون أساليب متطوّرة لزيادة فعالية الهجمات والحصول على فديات بشكل أفضل.
يتم استهداف الأفراد بواسطة الابتزاز الإلكتروني من خلال طرق شائعة مثل إرسال رسائل الابتزاز عبر البريد الإلكتروني التي تحتوي على تهديدات أو طلبات مالية، واستخدام برامج الفدية لتشفير الملفات والمطالبة بفدية لفك التشفير، وإنشاء مواقع وهمية لسرقة معلومات الدخول، واستهداف وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات شخصية.
تم التحديث في 3 سبتمبر، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني