يعد ابتزاز المكالمات الهاتفية من أدوات مجرمي الابتزاز للتهديد وطلب المقابل النافع، وهذا ما يفرض علينا الحذر عند إجراء المكالمات وعدم الاستجابة للتهديدات.
يمكن اعتبار المكالمات الهاتفية التي تتم بين الشاب والفتاة ولاسيما من النمط العاطفي من أخطر الأمور التي يمكن حدوثها بشكل عام.
وذلك لما قد تنطوي عليه من أحاديث مليئة بتفاصيل سرية ومحرجة تجعل كل طرف مادة خصبة للاستغلال في أنماط شتى من الجرائم خاصة جرائم الابتزاز والتهديد على وجه التحديد.
ومن الجدير بالذكر أو العديد من أطراف المكالمات الهاتفية سواء من الفتيان أو الفتيات لا يدركون الحجم الحقيقي للمخاطر التي يمكن أن تترتب على مثل هذه المكالمات.
وخاصة عند الانغماس في الحديث وترك زمام الحوار فيقتل عن المسار المرسوم ويتحول إلى دردشات ملغومة وغير لائقة.
إذ يكون الحوار في بادئه بين أصدقاء أو عشاق لينتهي به الأمر كونه أداة إجرامية في خطة مرسومة تستهدف الضغط.
حتى إن بعض مجرمي ابتزاز المكالمات الهاتفية قد يستخدموا التسجيلات الهاتفية للحوارات الاعتيادية العابرة لممارسة الابتزاز والضغط وإن لم يشوبها شائبة من الكلام الجنسي والتفاصيل السرية وأحاديث الخلاعة.
وهذا ما يجعل الحرص التام والتفكير مرارًا وتكرارًا قبل التورط في مكالمة من هذا النوع ببساطة لوجود احتمال كأن تبدأ سرية مليئة بالمشاعر الصادقة وتنتهي بفضيحة.
خاصة إذا كانت تتم دون علم الأهل وكانت تتضمن مفردات غير لائقة يمكن استخدامها بسوء مستقبلًا بوصفها أحد صور ابتزاز الجوال.
وهذا ما يتطلب بدوره توعية مستنيرة تحول دون التهاون في مثل هذه الأمور واتباع جميع الأساليب الوقائية من المخاطر المحتملة للالتزام بجميع تدابير الحماية اللازمة لتجنب الوقوع في فخ الابتزاز.
محادثة الشاب لفتاة مجهولة عبر الهاتف
تعتبر المحادثات التي يجريها الشاب مع فتيات مجهولات عبر المكالمات الهاتفية واحدة من أكثر الأمور خطورة التي قد يتعرض بمقتضاها هؤلاء الشباب إلى واحدة من جرائم ابتزاز المكالمات الهاتفية.
خاصة في حال لم يكبح هذا الشاب جماح نفسه ويتوخي الحذر الشديد من وقوع المحظور وبدء الانجذاب إلى هذه الفتاة المجهولة التي تبادله أطراف الحديث.
وهنا تحديدًا تبدأ الأمور في التعقيد واتخاذ مسارات لا تحمد عقباها، فقد يترك نفسه تمامًا لهذه الفتاة المثيرة وإجراء مكالمات فاضحة حول موضوعات حساسة وخطيرة تنطوي على مفردات خادشة.
والمؤسف في الأمر أنه قد يكتشف في القريب العاجل أن هذه الفتاة نموذج منحرف يمتهن الابتزاز أو أنها ليست سوى ذكر ساعدته مهارته في استخدام التكنولوجيا على إجادة لعب دور الفتاة الرقيقة المثيرة ذات الصوت الهادئ.
و بالتالي فإن الحرص واجب على أيّ شاب للحذر في التعامل مع هذه الأمور، حتى لا يصبح مادة لابتزاز المكالمات الهاتفية التي من شأنها أن تعرض حيواتهم الاجتماعية والعملية للخطر.
لذلك فإن القول أن إجراء المكالمات الهاتفية الغير شرعية أو ذات الطبيعة السرية يعد ضمن أخطر الممارسات التي تعرض صاحبها لعمليات الابتزاز.
محادثة الفتاة لشاب مجهول عبر الهاتف
فمن المتوقع أن تتلقى الفتاة عرض تعارف عبر الهاتف من شاب تعتقد هي أن القدر ارسله لها أو أنه أخطأ في الرقم الذي يقصده.
حتى تجمعهم الأقدار على سبيل المصادفة بينما ينطوي الأمر في باطنه على شاب – وليس بالضرورة أن يكون شاب هو الآخر – يجيد التلاعب ويحترف الأكاذيب ويتقن اختيار المفردات الخادعة من أجل النجاح في ممارسة الابتزاز عبر الهاتف.
وشاب بهذه المواصفات يستطيع باحترافية عالية هزيمة الفتاة في المعركة واستدراج عواطفها ومشاعرها الجياشة لصالحه طبقًا لمخططه الماكر الذي يرسمه منذ لحظة التعارف الأولى وربما قبلها.
وسرعان ما تكتشف الفتاة بعد فترة ليست طويلة أن استجابتها لمحادثة هذا الشاب كانت بمثابة ورطة أوقعت فيها نفسها دون علم أهلها.
وأن مكالمات الهيام ليست سوى مكيدة تستهدف إغراقها في وحل ابتزاز المكالمات الهاتفية كان الهدف منها مخطط له بإحكام منذ البداية.
والمقصود هو تماديها لتتوافق مادة مناسبة لتهديدها وارغامها على الخضوع التام، وهذا ما يجعل من أمر محادثة فتاة لشاب مجهول دون علم ورقابة أهلها أمر في غاية الخطورة.
كيف تتخلص من ابتزاز المكالمات الهاتفية بالخطوات؟
تجربة الابتزاز عبر الهاتف يمكن أن تعد ضمن التجارب المخيفة والمزعجة، لذلك فإن التعرف على طريقة الخلاص تعد من الأمور الضرورية، وإليك هذه الطريقة بالخطوات:
- القيام بحظر القائم بالابتزاز الإلكتروني عبر الهاتف، وإبلاغ مزودي خدمة الاتصال الخاصة بك.
- توقيف التعامل مع القائم بالابتزاز الإلكتروني والنقاش معه حول مزيد من التفاصيل التي ربما تظهر ضعفك وخوفك له فيتمادى.
- الاحتفاظ بجميع البراهين التي من شأنها أن تثبت أنك تعرضت لابتزاز وعلى رأسها رقم الهاتف للإفادة لاحقًا في تقديم شكوى رسمية.
- ابلاغ الجهات المختصة بتفاصيل واقعة ابتزاز الجوال التي تعرضت لها لتتبع القائم بالابتزاز الإلكتروني والكشف عن هويته في أسرع وقت ممكن ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
- التأكد من تحديث إعدادات الخصوصية والأمان على الهاتف بصفة مستمرة.
- استشارة متخصص في الترتيب المنطقي للتصرف إيذاء الوضع.
- وفي حالة كان رقم المتصل دولي يتعين التوجه إلى الإبلاغ السفارة للتدخل على الفور وبدء التحقيق في الأمر.
نصائح للوقاية من ابتزاز المكالمات الهاتفية
- ترشيد استخدام الهاتف وقصر هذا الاستخدام على الضرورة.
- الامتناع عن الحديث حول الموضوعات الخاصة والسرية والحساسة عبر الهاتف.
- التأكد من إنهاء المكالمة وعدم ترك المكالمة دون إنهاءها اعتمادًا على قيام الطرف الآخر بذلك.
- تجنب الرد والتجاوب مع الأرقام المجهولة.
- الابتعاد عن إجراء الأحاديث المطولة مع مسوقي المنتجات عبر الهاتف.
- الحفاظ على خصوصية الهاتف وعدم تركه مع الأشخاص غير الموثوقين.
- استعمال برامج وتطبيقات التواصل الصوتي برقم الهاتف بحذر شديد من أمثال فايبر ولاين وغيرهم.
- الامتناع عن وضع حالات وصور شخصية وتداولها عبر وسائل الاتصال التي ترتبط بشبكة الهاتف.
- الالتزام بالحديث عبر الهاتف في جميع الأحوال.
- تذكر حقيقة أن المكالمات الهاتفية لم يتم ابتكارها لتلبية أهداف التعارف أو الصداقة أو الزواج…. إلخ.
- تثبيت البرامج المضادة للاحتيال لتوفير الحماية الكافية والتحذير من المكالمات المشبوهة.
- التثقيف والقراءة حول الموضوع وتذكر أن الوعي وتوخي الحذر هم أفضل أسلحة الوقاية من التعرض لمحاولات الابتزاز عبر الهاتف.
وفي الختام يجب التنويه أن الابتزاز عبر الهاتف يشكل خطرًا حقيقيًا على جميع أفراد ومؤسسات المجتمع على حد سواء.
فإذا كنت أنت او أحد المقربين منك تتعرض لهذا النمط من الابتزاز، إذن عليك إدراك حقيقة أن الاتصال بالجهات الأمنية على الفور وتقديم شكوى رسمية ضد القائم بالابتزاز الإلكتروني هو أسلم وأنسب قرار بالنسبة لهذه المرحلة.
علاوة على ذلك، يتعين علينا جميعًا اتخاذ التدابير اللازمة للحماية من ابتزاز الجوال عند إجراء المكالمات الهاتفية، والامتناع عن الكشف عن أية معلومات شخصية سواء جنسية أو مالية أو ما دون ذلك من الموضوعات ذات الطبيعة الحساسة.
بالإضافة إلى التحقق من هوية ومدى موثوقية الشخص الذي تحادثه قبل الإجابة عن أيّ تساؤل لديه أو تلبية أيّ من طلباته.
وفي النهاية، يجدر الإشارة إلى ضرورة التوعية بأخطار ابتزاز المكالمات الهاتفية والعمل على تعزيز الوعي والتثقيف بين أفراد المجتمع، وذلك من أجل تعزيز الحماية في مواجهة هذا النوع من الجرائم الاحتيالية.
تم التحديث في 22 سبتمبر، 2024 بواسطة بصمة أمان للأمن السيبراني